تقرأ في هذه المقال تبسيطًا لمفهوم نظام حوكمة الشركات نظرًا لأهميته، حيث خلصت العديد من الدراسات الأكاديمية إلى أن الشركات ذات الإدارة الجيدة تعمل بشكل أفضل من الناحية التجارية، فما هي علاقة الحوكمة بذلك؟ وما أثرها في تحسين قيم الشفافية والمساءلة داخل الأنظمة القائمة في الشركة؟
تتعرض الشركات إلى الفساد الداخلي والانهيارات، وتحتاج إلى يكون لدي مديريها خلفية كافية حول المسؤوليات التي تقع على عاتقهم في كشف أوجه القصور في هذه الشركات، لذا كان تطبيق معايير حوكمة الشركات هو الطريق الأمثل لحماية سمعة الشركة وتنمية أرباحها النهائية، وفيما يلي أهم التعريفات التي توضح مفهوم الحوكمة وأهم مبادئها.
أصبح نظام حوكمة الشركات أكثر أهميةً من أي وقت مضى لإدارة شركة ناجحة، وهناك الكثير من التعريفات التي توضح مفهوم هذا النظام، منها على سبيل المثال:
أنها الطريقة التي يتحكم بها المديرون في الشركة، ويتخذون على أساسها القرارات، خاصةً تلك القرارات التي يكون لها تأثير مهم على المساهمين.
أو أنها مجموعة من القواعد والعمليات والقوانين التي يتم من خلالها تشغيل الشركات وتنظيمها ومراقبتها، بما فيها العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على مصالح أصحاب المصلحة في الشركة، من المساهمين والعملاء والموردين والمنظمين الحكوميين والإدارة.
جدير بالذكر، أن المتخصصين في هذا المجال حددوا أهم سمات الحكم الرشيد للشركات، والتي تتمثل في اجتماع مجلس إدارتها بانتظام لممارسة الإشراف الفعال والسيطرة على الأعمال، على أن تكون النقاشات في هذه الاجتماعات مثمرةً وبناءة تحقق توازنًا مناسبًا بين المديرين التنفيذيين وغير التنفيذيين.
من سمات الحكم الرشيد للشركات أيضًا هو تعيين القيادات ذات الكفاءة وتوضيح أدوارهم وخضوعهم للتدريبات والتقييمات المستمرة، وكذلك ينبغي أن تخضع مجالس الإدارة لعمليات تقييم منتظمة للتأكد من أنها تعمل بشكل فعال.
تطبق الشركات مبادئ حوكمة الشركات بشكل علمي ومنهجي سليم بهدف تعزيز مستوى الثقة لدى المساهمين والمستثمرين فيها، كما أن ذلك يعد دليلًا على إحاطة إدارة الشركة بالمخاطر والقدرة على مواجهتها وإدارتها، الأمر الذي يؤدي إلى جذب المستثمرين وكسب ثقتهم.
تعد حوكمة الشركات أيضًا بمثابة حاجز قوي أمام الممارسات الفاسدة من خلال زيادة إجراءات الإشراف والرقابة الداخلية على توزيع الأموال واتخاذ القرارات وتحديد المعايير الأخلاقية والسلوكية، وهذا ينعكس على المجتمع بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
على صعيد آخر، فإن تطبيق نظام حوكمة الشركات يطمئن مالك الشركة إلى التزام أعضاء مجلس إدارتها بتحقيق الأهداف والحفاظ على حقوق جميع أصحاب المصلحة وتحقيق مبدأ العدالة والشفافية.
تعد الشركات على اختلاف أحجامها مفتاح تكوين الثروات في المجتمعات الحديثة، وهي المصدر الرئيسي للقيمة الاقتصادية وخلق فرص العمل ويعني تطبيق الحوكمة الجيدة فيها تحقيق الاستخدام الأمثل والأكثر كفاءة للموارد، وتطوير أسواق رأس المال المحلية والإقليمية بطريقة مستدامة.
تهدف حكومتنا الرشيدة إلى تحقيق النزاهة والشفافية والمنافسة العادلة، لذا فقد نشرت الجهات المعنية لائحة حوكمة الشركات في الجريدة الرسمية، حيث تتضمن القواعد والمعايير التي تحكم ممارسات إدارة الشركات وتحافظ على حقوق أصحاب المصلحة فيها، تساعد هذه القواعد على بقاء الشركات واستمرارها وتطورها، كونها إحدى وسائل الاستثمار التي يزدهر بها الاقتصاد في البلاد.
تتضمن هذه اللائحة أهم التعريفات ذات الصلة، حقوق المساهمين والجمعية العامة، والسياسات والإجراءات المتعلقة بالإفصاح والشفافية، مسؤوليات مجلس الإدارة واختصاصاته وتكوينه ولجانه، لجنة الترشيحات والمكافآت، والمواد ذات الصلة بتعارض المصالح في مجلس الإدارة.
تختلف لائحة حوكمة الشركات من شركة إلى أخرى، ومع ذلك تعتمد معظم الشركات المبادئ الخمسة التالية:
تتحقق مبادئ حوكمة الشركات على النحو التالي:
يمكننا أن نوضح مثالًا على ممارسات حوكمة الشركات الجيدة، فهي التي تحدد هيكلها القيادي بشكل جيد متوافق مع إدارة الأعمال، وتنفذه بحيث يعمل لصالح جميع المعنيين، مع وضع استراتيجية طويلة المدى وهدف واضح، وضمان التزام الشركة بالمعايير الأخلاقية وأفضل الممارسات القانونية.
لقد اكتسبت حوكمة الشركات أهميةً كبيرةً كأداة أساسية في إدارة ونمو الشركات، ويتوقع زيادة أهميتها مع زيادة مطالب المستثمرين وبحثهم عن الأمن والشفافية والإنصاف والامتثال والاعتماد والمساءلة، الأمر الذي يساعد الشركات على البقاء قابلة للاستمرار على المستوى المالي وبناء علاقات قوية مع المجتمع والمساهمين والمستثمرين.
وعلى النقيض من ذلك، فإن عدم تحقيق معنى حوكمة الشركات بالشكل الجيد ينتج عنه الفشل في تحقيق أهداف الشركة، وانهيارها وتعرّضها للخسائر المادية والمعنوية، فضلًا عن فقدان الدعم من أصحاب المصلحة من المساهمين والمستثمرين.
حينما يبحث المستثمرون عن شركات يستثمرون فيها، فإنهم يختارون الشركات التي تمارس الحوكمة الجيدة بهدف تجنب الخسائر أو العواقب الأخرى مثل الإفلاس.
ويمكن لهؤلاء البحث في بنود معينة في الشركة لتحديد ما إذا كانت تمارس حوكمةً مؤسسيةً جيدة أم لا، ومن ذلك التأكد من:
أما عن ممارسات الحوكمة السيئة فتتمثل في تلك الشركات التي لا تتعاون بشكل كاف مع المراجعين أو المدققين وكذلك تلك التي لا تختار مراجعيها بما يناسب حجم الشركة، الأمر الذي يؤدي إلى إصدار تقارير مالية غير دقيقة، أو وجود مجالس إدارة غير جيدة وما إلى ذلك.
تعمل الحوكمة على استدامة الشركات، وتخلق المزيد من الاستثمارات الداخلية في بيئة اقتصادية آمنة وتجذب الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي يساهم في تبادل المنافع والخبرات، ويحسن عملية التنافس والظهور في الأسواق الإقليمية والعالمية، وهذا يؤدي بدوره إلى التطوير المؤسسي في البلاد وتحقيق الرؤية التنموية التي تهدف إليها رؤية المملكة 2030.
بمعنى آخر، تعد حوكمة الشركات خطوةً عمليةً في تحقيق رؤية المملكة بما تتضمنه من مبادئ الشفافية، المسؤولية، الفاعلية، استدامة الشركات وتنميتها ومحاربة الفقر والبطالة، وجميعها قيم توافق شريعتنا الإسلامية الغراء.
يختار أصحاب الشركات الناجحة التي تتطلع نحو النمو والاستدامة أفضل مكاتب المحاماة المتخصصة في مجال الشركات والبنوك والمؤسسات وما يتعلق بها من أمور وقضايا والتي تعتمد أفضل الأدوات والتقنيات والكفاءات المهنية في تحقيق أفضل النتائج لموكّليها.
تقدم هذه المكاتب خدماتها في مجال المحاماة والاستشارات القانونية ذات الصلة بحوكمة الشركات في السعودية على النحو التالي:
إن تطبيق حوكمة الشركات بشكل سليم والالتزام بقواعدها يعد صمام أمان للشركات على اختلاف حجمها وطبيعة نشاطها، حيث تساعد الحوكمة على استدامتها وتطورها وضمان عدم فشلها على المستوى المالي والإداري، وذلك بسبب إحداث التوازن بين مصالح كل من مجلس إدارة الشركة وأصحاب المصلحة فيها.
على صعيد آخر، فإن للحوكمة دور كبير في جذب المزيد من رؤوس الأموال، والاستثمار الأجنبي وخلق بيئة استثمارية مستقرة قادرة على حماية ثروات المستثمرين، وإحكام عمليات الإشراف والرقابة للحد من التعاملات الفاسدة.