العزيمة قيمة أساسية من قيم العمل تعتمدها الشركات والكيانات الناجحة ليكون أداؤها على أفضل مستوى ممكن، مع تحقيق الأهداف والرؤى التي يتم التخطيط لها حرصًا على ازدهار هذه الشركات واستدامتها في سوق العمل.
هل تندرج قيمة العزيمة ضمن القيم التي تعتمدها شركتك أو مؤسستك؟ إذا كان الأمر كذلك فمن البديهي أن تكون لديك خلفية جيدة حول تطبيق هذه القيمة ونشر ثقافتها بين موظفيك، مزيد من التفاصيل يمكنك متابعتها عبر السطور التالية.
العزيمة في العمل هي قوة تنبع داخل الفرد نتيجة هدف ما يرغب بشدة في تحقيقه ويدرك جيدًا أنه سبيله إلى النجاح والإنجاز، وبدون العزيمة لا يمكن أن يكون هناك طموح أو أهداف يمكن تحقيقها سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
هناك خطوتان أساسيتان يمكنك أن تفعلهما لكي تحقق ما تريد، أولهما أن تتخيل نتيجة تحقيق أهدافك فهو بمثابة حافز يساعدك على تحقيق طموحك، وثانيهما أن تبذل أقصى جهدك ووقتك وتفكيرك كي تحقق ما ترنو إليه، وتذكر أن العلاقة بين النجاح والإرادة علاقة طردية، فكلما كانت العزيمة والإرادة قوية كلما كنت أقرب لتحقيق النجاح والوصول إلى هدفك.
هناك عدة أسباب تجعل قيمة العزيمة سمةً أساسيةً في كل من الموظفين وأصحاب العمل على حد سواء، حيث تساهم في مثابرة الموظفين على أعمالهم حتى في أصعب الأوقات وتتيح لأصحاب العمل دفع موظفيهم إلى الأمام، وفيما يلي أهم فوائد قيمة العزيمة في العمل:
حينما تكون ضمن أصحاب العمل ذوي العزيمة، وتصمم على المثابرة في العمل رغم الصعاب والتحديات، فإنك حين تشارك ثقافتك هذه بنشاط وتريد الأفضل لنفسك وفريقك وشركتك، فهذا يمنح الفريق بأكمله دافعًا قويًّا للمضي قدمًا والقيام بعمل أفضل، وهذا يعني إيجاد طرق مبتكرة لتحقيق أهداف مبيعاتك.
في رأي "بول جراهام" أن العزيمة من أفضل مؤشرات النجاح للشركات وأن ذوي العزيمة هم من يتصفون بثلاث سمات: الانضباط والطموح والإصرار.
يتطلب الانضباط وضع خطة جيدة ثم تنفيذها دون تكاسل أو تشكيك في قدرتك على التنفيذ، أما الطموح فهو أسهل من الانضباط فهو قمة ما ترغب في تحقيقه، وما يساعدك على التحقيق هو الإصرار الذي يُقصد به الرغبة في فعل شيء دون النظر إلى العواقب، فهي رغبة لا يُمكن إيقافها على أي حال.
هناك صفات أخرى مطلوبة أيضًا في هذا الصدد منها على سبيل المثال: عدم التذمر أو الشكوى، والإيمان بأن مستقبلك أنت من تصنعه.
تعني العزيمة قوة بقاءك على نفس الطريق حتى نهايته، فإذا لم تكن تتمتع بالدافع وقوة العزيمة والإرادة بشكل طبيعي فلا تيأس، يمكنك اعتماد الاستراتيجيات التالية التي تساعدك على أن تكون قوي العزيمة في مجال عملك:
تعرّف الإرادة بأنها "القدرة على التحكم في أفعال الفرد أو دوافعه أو عواطفه" فكيف يتم تطبيق ذلك في سياق الأعمال التجارية؟ ينبغي أن تكون كصاحب عمل قادرًا على الإجابة على مثل هذا السؤال.
من البديهي أن يتحكم الشخص في تصرفاته ودوافعه فإذا كانت خارج نطاق السيطرة فقد تحدث أشياء غير مرغوب فيها للشركة، من قبيل الخسائر المادية أو فشل في تقديم المنتجات أو الخدمات أو تعطيل للعمل وما إلى ذلك.
لذا يتطلب الأمر تحديد نية ثابتة لتحقيق الأهداف المرجوة، أي أننا نضع هدفًا لأعمالنا ونتقدم إلى الأمام بنية تحقيق هذا الهدف وقوة إرادتنا هي التي تحدد ما إذا كنا سنحقق هذه الأهداف التي نسعى إليها أم لا.
عند امتلاكك شركة وإرادتها، فإنك عادة ما تضع أهدافًا للعمل، وفي كثير من الأحيان ربما تحيد عن هذه الأهداف من خلال التوظيف غير الجيد أو الفشل في تطبيق ممارسات السلامة أو متابعة توقعات المبيعات وكل ذلك له أثره السلبي على أعمالك.
لذا ينبغي عليك كصاحب عمل أن تطبق مفهوم الإرادة والعزيمة في العمل ومن خلال ضبطهما تستطيع أن تحكم على عملك بالنجاح أو الفشل، فالعزيمةُ في تحقيق الأهداف والحفاظ على مستواها في الشركة هما من الأدوات الضرورية المستخدمة لبناء أعمال قوية ومتناميَة.
خلاصة الأمر، ينبغي أن تجعل قيمة العزيمة والمثابرة وقودًا لتحقيق أهدافك النهائية وضمان تقدمك نحو الأمام، ليس من المهم أن تكون خطواتك صغيرة ولكن المهم أن لا تتوقف أبدًا حتى تصل إلى هدفك.
ولا يهم ما إذا كنت صاحب عمل أو موظفًا أو حتى متدربًا بدأ العمل لتوه، يمكن لأي شخص أن يكون قوي العزيمة والإرادة ليحقق أهدافه، بل يمكنه أيضًا نشر ثقافة هذه القيمة بين المحيطين به، وسيشعر الجميع وقتها أنهم قادرون على العمل الجاد حتى تحقيق أهدافهم.