من المتعارف عليه أن إبرام عقود الشركات والتوقيع عليها يعدّ من أهم خطوات تأسيس الشركة أيًّا كان نوعها وطبيعة نشاطها، وذلك بهدف حفظ حقوق كل من الأطراف المتعاقدة وتنظيم علاقة العمل والشراكة فيما بينهم، وتحديد كافة اتفاقيات الشراكة المبرمة بينهم، فضلًا عن الحد من النزاعات التي قد تنشأ مستقبلًا.
ربما تكون العقود هي المفهوم القانوني الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا لأنه ضروري لتنظيم العلاقات في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنه الوسيلة التي تمنع الفوضوية والتصارع وضياع الحقوق بين أفراد المجتمع، ويتضمن نظام الشركات السعودية أنواعًا مختلفة من العقود هي محور حديثنا في السطور التالية.
بدايةً، يتمثل مفهوم الشركة في كونها اتفاقًا يلتزم بموجبه طرفان أو أكثر بالمساهمة في مشروع ما سواء عبر تقديم حصة من المال أو العمل، بهدف المشاركة في الربح أو الخسارة التي تنشأ عن هذا المشروع.
أما عقد الشراكة فهو عقد يلزم طرفين أو أكثر بالمشاركة في مشروع من خلال تقديم حصة من المال أو العمل، وتقاسم ما ينشأ عن المشروع من ربح أو خسارة، وتعد الشركة شخصية اعتبارية بمجرد تشكيلها.
تعد العقود بمثابة الأساس الذي تقوم عليه الشركات والمؤسسات، حيث تساعد في تسهيل الأعمال دون حدوث أي احتكاك غير مرغوب فيه بين الأطراف المتعاقدة، لذا تحتاج كل شركة إلى صياغة عقود تلزم الأطراف قانونًا وتضمن التزامهم بالعمل، وتنطبق عقود الشركات على مختلف أنواع الشركات سواء كانت شركات فردية أو حتى الشركات التي تبلغ قيمتها الملايين في مختلف القطاعات.
على جانب آخر، تحدد صياغة العقود آليات معالجة أي مشاكل أو نزاعات قد تنشأ أثناء العمل وحمايته من الثغرات القانونية التي قد تستغلها الأطراف الأخرى ضد مصالح العمل في الشركة.
تضمن عقود الشركات أيضًا أن يعرف جميع الأطراف ما هو مطلوب منهم، كما تحدد التداعيات القانونية المترتبة التي قد يواجهونها في حال عدم التزامهم بهذه الاتفاقيات، لذا ينبغي أن تراعي نماذج عقود الشركات طبيعة كل من الأطراف المعنية وديناميكيات المشروع وشروطه وقانونية العقد.
على صعيد آخر، تساعد العقود في توليد الإيرادات وزيادتها، فهي اتفاقيات ملزمة تنص على أن أحد الأطراف سيقدم خدماته مقابل الدفع، وبالتالي فإن القدرة على معالجة العقود بكفاءة يساعد الشركات على تحقيق أهدافها الاستثمارية.
يمكن التعديل على العقد، ويعد هذا التعديل مستندًا قانونيًّا منفصلًا يتم إبرامه بعد مراجعة بنود العقد الأصلي وإضافة أو إزالة أو تغيير تفاصيله في حال توصل الأطراف المتعاقدة إلى وجهات نظر متوافقة.
وتحدث هذه التعديلات على مختلف أنواع العقود في حال نسيان طرف تضمين بنود مهمة في العقد أو عند تغير وضع وطبيعة العمل الخاصة بأحد الأطراف.
يختلف العقد عن الاتفاق في عرف القضاء والقانون، فكل عقد هو اتفاق بينما الاتفاق يكون عقدًا في حال تضمن عددًا من الالتزامات، وبناءً على ذلك، يصبح العقد اتفاق ملزم بين طرفين أو أكثر يتضمن التزامات قابلة للتنفيذ بموجب القانون، بينما تشير الاتفاقية إلى أي تفاهم يتوصل إليه طرفان أو أكثر وقد تكون ملزمة قانونًا أو لا تكون.
وفيما يتعلق بـ عقود الشركات فإنها تكون ملزمة في حال تضمنت العناصر التالية:
وخلو العقد من أي من هذه العناصر يعني عدم نفاذه، وعدم حماية الطرف بموجب القانون في حال لم يفي الطرف الآخر بالتزاماته التعاقدية.
كما أن من الأهمية بمكان أن ندرك أن من شروط العقود النافذة قانونًا أن تكون مكتوبة، هذا لأن الأعمال التجارية كانت تتم قديمًا بناءً على الاتفاقات الشفهية وفي حال حدوث أي انتهاكات كان يتم حلها بشكل ودي أو بإحالتهَا إلى المحكمة التي كانت تستغرق سنوات حتى تثبت الإدانة.
ورغم أن العقد اللفظي له أساس من الصحة إلا أن تعقد الأعمال التجارية اليوم وتشابكها يجعل من المستحيل التعامل معها بالعقود اللفظية والتي تكون غير موثقة وغير قابلة للإنفاذِ قانونًا في حال نشوب نزاع بين الأطراف، خاصةً مع احتمالية تغيّر الأطراف أو النسيان وقد تكون رواية شخص ما للأحداث مختلفة عن رواية شخص آخر، وهذا هو السبب الذي يدفع إلى ضرورة كتابة عقود الشركات والتوقيع عليها وتسجيلها لدى الجهات المختصة.
ثمة أسباب أخرى تحققها عقود الشركات المكتوبة، يتمثل أهمها فيما يلي:
نص النظام السعودي على ضرورة أن تتخذ الشركات في المملكة أحد الأشكال التالية:
كما نص النظام على ضرورة أن تتضمن عقود الشركات أيًّا كان نوعها: اسم الشركة وغرضها ومركزها وفروعها، وأسماء الشركاء وتواريخ ميلادهم وعناوينهم ومهنهم وجنسياتهم، وكذلك تحديد رأس مال الشركة وحصة كل شريك فيها وميعاد استحقاقها، وتاريخ تأسيس الشركة ومدتها وبدء السنة المالية وانتهائها.
ينبغي أن تتوفر في مختلف أنواع عقود الشركات الأركان الموضوعية العامة والأركان الموضوعية الخاصة على النحو التالي:
أولا: الأركان الموضوعية العامة، وتتمثل فيما يلي:
الأهلية، فينبغي أن تكون لدى الأطراف المتعاقدة الأهلية لإنشاء الشركة، وأن لا يعتريهم عارض كالجنون أو السفه وما شابه.
الرضا، وهو إرادة الأطراف المتعاقدة بالإيجاب والقبول دون التعرض للإكراه أو التدليس وما شابه.
محل الشركة، ويشمل غرض الشركة وطبيعة نشاطها شرط ألا يخالف القانون وأن يكون محددا وقابلا للتحقيق.
السبب، وهو ما يهدف الشركاء إلى تحقيقه من إنشاء الشركة مثل تقاسم الأرباح والعوائد المادية.
ثانيا: الأركان الموضوعية الخاصة، وتتمثل فيما يلي:
تعدد الشركاء.
تحديد الحصص الخاصة بكل شريك، وقد تكون الحصص نقدية أو عينية أو حصة عمل.
اقتسام الأرباح والخسائر.
تتمثل أهمية صياغة عقود الشركات فيما يلي:
تكون خطوة توقيع الأطراف المتعاقدة على عقود الشركات هي الخطوة الأخيرة بعد توصلهم إلى الاتفاق على بنود العقد وهو أمر هام للغاية، لأنه يوضح النية المشتركة للأطراف، ويكون بمثابة دليل على إلزامهم بما عليهم من واجبات تجاه بعضهم البعض.
في كثير من الحالات قد يكون أحد الأطراف غير موثوق فيه أو يفشل كثيرا في الامتثال للشروط التي تم الاتفاق عليها في العقد الأمر الذي يجعل الطرف الآخر في حاجة إلى اتخاذ إجراء قانوني ضد الطرف الآخر الذي خرق بنود العقد، وبدون وجود عقد موقع من جميع الأطراف المتعاقدة يكون من الصعب جدا أن تثبت المحكمة أن حقوقك قد تم انتهاكها وبالتالي لا تتخذ إجراء قانونيًّا تجاه الطرف الذي انتهك بنود العقد، وبالتالي فإن صياغة عقد بشكل سليم وتوقيعه من قبل الأطراف المتعاقدة أمران أساسيان لا بد منهما لكي يسير كل شيء في الشركة على ما يرام.
هناك عدة أنواع من عقود الشركات في المملكة العربية السعودية، نذكر منها ما يلي:
اتفاقيات المشاريع المشتركة
وتتضمن هذه الاتفاقيات شركتين أو أكثر بهدف تشكيل كيان تجاري جديد، بحيث يتحمل كل طرف من الأطراف المشاركة مسئوليته عن الأرباح والخسائر والتكاليف المرتبطة بهذا الكيان، ويعد هذا الكيان مستقلا بذاته عن الأعمال التجارية الأخرى الخاصة بالمشاركين، جدير بالذكر أنه يمكن استخدام هذا النوع من الاتفاقيات للدخول في الأسواق الأجنبية.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها اتفاقيات المشاريع المشتركة:
عقود شركة التضامن
وهي شركة يؤسسها شخصان أو أكثر بهدف التجارة والربح، بحيث يكون هناك تضامن في المسئولية بين الشركاء عن جميع معاملات والتزامات وديون الشركة، ويشترط في تأسيس هذا النوع من الشركات كتابة عقده باللغة العربية، ويجوز أن يُقرن به الترجمة إلى لغة أخرى.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود شركة التضامن:
عقود شركة التوصية البسيطة
تتكون شركة التوصية البسيطة من فريقين من الشركاء يضم أحدهما شريكا متضامنًا يكون مسؤولًا في جميع أمواله عن ديون الشركة والتزاماتها، ويضم الفريق الآخر شريكًا موصيا لا يكون مسؤولًا عن ديون الشركة والتزاماتها إلا في حدود حصته في رأس مال الشركة.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود شركة التوصية البسيطة:
عقود شركة المحاصة
وهي شركة غير ظاهرة للغير، ليست لها شخصية اعتبارية، ولا تخضع لإجراءات الشهر ولا السجل التجاري، ويمكن إثباتها بكافة طرق الإثبات، وفيها لا يظهر الشركاء ولديهم الحرية في الاتفاق على طريقة تسيير الشركة.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود شركة المحاصة:
عقود شركة المساهمة
وهي شركة يتم تقسيم رأس مالها إلى أسهم ذات قيم متساوية، وتكون مسؤولة عن الديون والالتزامات الناجمة عن ممارسة نشاطها، وهي نوع من أنواع رأس المال.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود شركة المساهمة:
الشركة ذات المسؤولية المحدودة
هي الشركة التي لا يزيد عدد الشركاء فيها على خمسين شريكًا ولا يقل عن شريكين، بحيث تكون الذمة المالية للشركة مستقلة عن الذمة المالية لكل شريك فيها، كما تكون الشركة هي المسؤولة وحدها عن كافة ديونها والتزاماتها.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود الشركة ذات المسؤولية المحدودة:
عقود التوزيع
يتم إبرام عقد التوزيع بين طرفين أحدهما منتِج والآخر موزع للمنتَج، حيث يتم منح الطرف الثاني حق بيع المنتج في منطقة جغرافية معينة، مع القيام بمهام الترويج وذلك مقابل ربح معين يتم تحديده في العقد.
عقود الوكالة
وفيها تقوم الشركة الرئيسية بمنح شركة أخرى "وكيلة" حق التصرف نيابة عنها في منطقة جغرافية معينة فيما يتعلق بالترويج لمنتجاتها أو خدماتها مقابل عمولة على ما ينتج عن ذلك من مبيعات.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود الوكالة:
عقود الخدمة
وهو عقد ملزم قانونًا يتم بين شركة تقدم خدمة ما لشركة أخرى مقابل مبلغ متفق عليه، وقد يكون مقدم الخدمة فردًا أو كيانًا تجاريًّا، ويتم عقد هذه الاتفاقيات مقابل تقديم خدمات محددة مثل خدمات النظافة، الخدمات الاستشارية، وفي هذا العقد لا يكون الطرف المقدم للخدمة موظفا رسميًّا لدى الشركة، لأنه يقدم لها خدمات محدودة الوقت والجهد وليست بصفة دائمة.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود الخدمة:
عقود المقاولة
وهو العقد الذي يتعهد فيه طرف بأداء عمل ما لطرف آخر، مقابل مبلغ مالي يتفق عليه الطرفان، وقد تقتصر الاتفاقية على التزام المقاول بأداء العمل في حال وفر له الطرف الآخر المواد المخصصة لذلك، وقد يلتزم المقاول بتوفير المواد وأداء العمل المتفق عليه.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود المقاولة:
عقود الامتياز
وهو عقد قانوني يتم إبرامه بين الطرف الأول "مانح الامتياز" وهو صاحب العلامة التجارية، وبين الطرف الثاني "صاحب الامتياز" وهو الطرف الذي يحصل على حق استخدام العلامة التجارية الخاصة بالطرف الأول.
أهم البنود التي ينبغي أن تتضمنها عقود الامتياز:
عقود العمل
وهي العقود التي تحدد العلاقة بين صاحب العمل والموظفين، ويوضح كافة التفاصيل التي تتضمن واجبات ومسؤوليات كل من صاحب العمل والموظف ومدة العقد وأسباب الإنهاء والمزايا والتعويضات وما إلى ذلك.
عقود المؤثر
وهو عقد قانوني يتم إبرامه بين الشخص "المؤثر" على وسائل التواصل الاجتماعي والشركة أو العلامة التجارية لتسويق منتجاتها أو خدماتها، وفي هذا العقد يتم تحديد ملكية العلامة التجارية والبنود التي يلتزم بها كلا الطرفين مع توضيح نتائج وتوقعات عملية التسويق.
اتفاقيات عدم الإفشاء
وهي الاتفاقية التي تمنع الأطراف المتعاقدة مثل الموظفين أو البائعين أو الموردين من مشاركة معلومات العمل السرية مع أشخاص من خارج الشركة، وبناء على هذه الاتفاقية تستطيع الشركة أن تتخذ إجراءات قانونية ضد الطرف الذي يكشف معلومات حساسة قد تعرض أعمال الشركة للخطر.
عقود تأجير الآلات أو المعدات
ويتضمن هذا العقد أحكام وشروط تأجير الآلات أو المعدات لفترات معينة، ويتضمن بناء على ذلك بنودا تحمي بموجبها حقوق ومصالح كل من المؤجر والمستأجر.
هذه بعض أنواع عقود الشركات وعقود العمل التي يمكن إبرامها بين الأطراف المتعاقدة، وكما يتضح لنا فهي تختلف باختلاف طبيعة الشركة أو نوع العمل المزمع تنفيذه، كما أن لكل عقد بنوده الخاصة التي تختلف عن بنود الأنواع الأخرى من العقود.
وأيا كان نوع العقود، فينبغي على المسؤول عن صياغتها أن يراعي امتثالها لكافة القوانين واللوائح المعمول بها في المملكة العربية السعودية.
ذكرنا سابقا أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في اختيار أفضل نوع لعقد شركتك، وبعد أن تعرفت على أنواع عقود الشركات المختلفة بقي أن نلقي نظرة على أهم هذه العوامل التي ينبغي مراعاتها قبل صياغة العقد وتوقيعه:
بالطبع ليست هذه كلها العوامل التي ينبغي أخذها في الاعتبار في حال اختيار العقد الصحيح والملائم لطبيعة عملك أو نشاطك التجاري، لذا أنت بحاجة إلى متخصص في هذا المجال يمكنه مساعدتك وتقديم المشورة المناسبة لك.
كما ذكرنا سابقا، فإن صياغة عقود الشركات في السعودية ينبغي أن تتم بطريقة قانونية سليمة لضمان حقوق جميع الأطراف المتعاقدة، وبالتالي يكون من الضروري الاستعانة بمحام متخصص في هذا المجال يقدم لأصحاب الشركات المساعدة القانونية اللازمة لصياغة عقد خالي من الثغرات القانونية التي تؤثر على نجاح أعمالهم مستقبلا، كما يساعد على اقتراح الحلول والإجراءات المناسبة في حال تم خرق العقد.
فإذا كنت ترغب في توفير المال من خلال صياغة عقود الشركات بنفسك، فربما كان ذلك أمرا فيه الكثير من الخطورة، فالمحامي يساعدك على التأكد من أن عقودك ملزمة قانونا وتحمي مصالحك، كما يضع لك الحلول المناسبة حال حدوث أي نزاعات متعلقة بالعقود.
هناك بعض الأسباب الأخرى التي تدفعك إلى اختيار محامي متخصص لصياغة العقود الخاصة بك، ومن أهمها:
هذه الأسباب وغيرها، تجعلك لا تغامر بالتأكيد بسمعة عملك وشركتك وتدفعك إلى اختيار محامي متخصص ذو خبرة كافية يساعدك على المضي قدما والنجاح في عملك لأنه يحمي مصالحك من الجانب القانوني ويقدم لك الحلول المناسبة التي تستطيع من خلالها مواجهة أي مشكلات قد تنشأ مستقبلا بسبب صياغة عقود قد يكون فيها الكثير من الثغرات القانونية.
إن صياغة عقود الشركات ليست سهلة كما يبدو، فهناك بنود وشروط وأحكام محددة يجب تضمينها، وهذا يتم بمساعدة مستشارين ومحامين، لذا ينصح بالتواصل مع مكتب محاماة متخصص في قضايا الشركات لصياغة عقد يجنبك الوقوع في أي فخ قانوني، وهذا ينطبق أيضا في حال كنت ستوقع على عقد ما.
وبمجرد صياغة العقد وتوقيعه تأتي المرحلة الأكثر أهمية وهي توثيق العقد وتسجيله لدى الجهات المختصة.
قد تغفل بعض الشركات بند اختيار محامي متخصص ذو خبرة عالية في صياغة عقود الشركات في السعودية وتسند هذه المهمة إلى أي شخص لديه خلفية ما في هذا الجانب ظنا منها أنها تقتصد في التكاليف، وهو أمر شديد الخطورة وقد تكون له عواقبه الوخيمة في المستقبل ذلك أن كتابة العقود بطريقة قانونية صحيحة هو شرط أساسي لحماية أي نوع من أنواع التداولات التجارية.
وما يثبت صحة ما سبق أن المتخصصين في القانون يمكنهم اكتشاف أي ثغرات قانونية في العقود المعروضة عليهم كما يقدمون آرائهم ونصائحهم ليكون العقد أكثر فعالية في حماية مصالح كافة الأطراف المتعاقدة.
وفيما يلي توضيح لبعض الأخطاء التي تشوب عقود الشركات المكتوبة من غير المتخصصين أو الذين يستخدمون نماذج منسوخة:
قد يكون هدف الشركة في إسناد صياغة عقودها لغير المتخصصين هو سعيهم لخفض التكاليف والمؤسف أن هذا الأمر قد ينتهي بهم إلى رفع دعاوى تكلفهم أكبر من ذلك بغض النظر عن أن سمعة الشركة قد تصبح على المحك.
الأكثر خطورة من ذلك هو أن الشركة قد تلجأ إلى المحامين والمستشارين القانونيين حين يستشعرون خطورة الأمر وتقع المنازعات، وقد يكون الأمر خارج سيطرته رغم أنه يبذل قصارى جهده ويمارس خبراته العالية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قد يكون من السهل للغاية نسخ نماذج عقود الشركات من على شبكة الإنترنت خاصة في حال كان نشاط شركتك مشابه لتلك الشركة التي قررت النسخ منها، ولكن ينبغي الحذر في هذه الحالة من التعرض للمخاطر، خاصة إذا عرضت نفسك لنسخ نماذج شركة أخرى دون موافقتها، في هذه الحالة أنت تنتهك قوانين حقوق النشر وقد يعرض هذا عملك للخطر.
ربما تغفل أيضًا التحقق من أن البنود التي نسختها مطابقة تمامًا لنظام عملك، فقد تعرض هذه البنود أعمالك للخطر بدلا من حمايتها، كما أنك لا تكون واثقا من مصدر هذه النماذج أو القوالب المنشورة في الأساس وهل هي صحيحة أم لا وهل تتطابق مع اللوائح والقوانين المعتمدة في بلدك.
لذا يتعين عليك إذا كنت صاحب شركة أو رائد أعمال أن تسند الأمر إلى المتخصصين فيه، والذين يضمنون لك صياغة عقود الشركات سليمة قانونيا يمكن تنفيذ ما ورد فيها من شروط وأحكام بكل سهولة ويفهم منها نية كل طرف بشكل واضح ويشعر المتصفح لبنودهَا أنه قد تم صياغتها خصيصا بما يتلاءم مع طبيعة شركتك وليست منسوخة من أي نماذج أخرى جاهزة، بمعنى آخر، عندما تستعين بمحام لصياغة عقد شركة، فإن العقد الناتج هو مخصص لك وليس قالبا واحدا يناسب الجميع.
ختاما، تختلف أنواع عقود الشركات باختلاف نوع الشركة وحجمها وطبيعة عملها، وقد ذكرنا في السطور السابقة قائمة بأنواع العقود التي يمكن إبرامها بشكل صحيح قانونا.
إن صياغة وتوثيق عقود الشركات بشكل صحيح هي في الواقع عملية تحتاج إلى الكثير من التأني، ورغم أنه من الممكن لأي شخص أن يقوم بذلك بنفسه، إلا أنه من الممكن أن يؤثر على مستوى حماية حقوق الأطراف المتعاقدة، لذا يكون من الأفضل التواصل مع شركة محاماة متخصصة في هذا المجال.