انتشرت الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية كنوع من أنواع الشركات التقليدية التي تلعب دورًا هامًا في اقتصادها، وتتمتع بالعديد من المميزات والخصائص، فما هو مفهوم هذا النوع من الشركات؟ وما هي أهم التحديات القانونية التي قد تواجهها؟ وكيف يمكن الاستعانة بمحام متخصص في هذا المجال في مواجهة هذه التحديات، وضمان سير أعمال الشركة بالشكل القانوني الصحيح؟
هي الأعمال التجارية التي تملكها العائلة، وقد يشارك في هذه الأعمال شخصين أو أكثر من أفراد العائلة حيث يكون لهم حق ملكيتها وإدارتها واتخاذ القرارات فيها.
وقد كان أول ظهور للشركات العائلية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، في عهد الاستقرار السياسي في المملكة العربية السعودية مع تولي الملك عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم.
والهدف من تأسيس هذا النوع من الشركات هو الحفاظ على استمراريتها وتوريث أعمالها إلى الأجيال القادمة، ومن أهم ما يميزها هو أنه تربطها المصالح الاستثمارية والعلاقات الشخصية أيضًا، كما أنها تساهم في دفع عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.
أما فيما يتعلق بالوضع القانوني لهذه الشركات، فقد تندرج تحت نوعية الشركات محدودة المسؤولية أو المجموعات القابضة.
هناك بعض الشروط التي ينبغي توفرها في العمل التجاري حتى يتم تصنيفه ضمن الشركات العائلية، ويتمثل أهمها فيما يلي:
قامت الحكومة السعودية بدورها على أكمل وجه ممكن في مساعدة الشركات العائلية على الانتشار والنجاح، والدليل على ذلك هو أن نسبة 98% من الشركات في دول الخليج هي شركات عائلية، وأن حجم استثمارات هذا النوع من الشركات في المملكة العربية السعودية وحدها يصل إلى أكثر من 250 مليار ريال سعودي، كما أن نسبةً تصل إلى 30% من إجمالي الناتج المحلي هي نتاج أنشطتها.
وكما تواجه جميع الشركات عددًا من التحديات، من قبيل التعامل مع الاقتصاد المتغير أو العثور على الموظفين المناسبين، أو زيادة المنافسة في السوق، فإن الشركات العائلية أيضا ليست بمنأى عن ذلك، فهناك مجموعة من التحديات التي ينبغي عليها مواجهتها وابتكار طرق مناسبة للتغلب عليها بشكل استباقي، ومن أكثر هذه التحديات شيوعًا:
عدم توفر خطة واضحة ومناسبة لتحقيق الانتقال السلس، حينما يأتي الوقت لاختيار قيادة جديدة.
وهنا، يأتي الدور الهام لـ محامي الشركات والذي يتمثل في دعم الشركات العائلية ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجهها وتحقيق الاستقرار والنمو والاستدامة، كما سيتضح لنا لاحقًا.
يمكننا فيما يلي إيجاز أشكال الشركات العائلية على النحو التالي:
تؤثر الشركات العائلية على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، حيث تشير الإحصائيات إلى أنها تُظهر ربحيةً أعلى على المدى الطويل، وميلًا أكثر إلى المساهمة والانخراط في الأنشطة والأعمال الخيرية، فضلًا عن نظرتها الاستراتيجية طويلة الأمد، والتي تهدف إلى خلق إرث للأجيال القادمة.
على جانب آخر، تكون الشركات العائلية أقل عرضة للديون، خاصةً عند تطبيق مبادئ الحوكمة الجيدة في تسيير أعمالها، ومواكبتها لتطلعات رؤية المملكة 2030 ومبادراتها الطموحة، وقد أشارت الإحصائيات إلى أن مساهمة هذا النوع من الشركات في الناتج المحلي غير النفطي السعودي يصل إلى 20%.
وتعد المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تنتشر بها الشركات العائلية، إذ يوجد منها قرابة 500 ألف شركة، والكثير منها في قوائم أكبر 500 شركة عائلية على مستوى العالم، إضافةً إلى نحو 60 عائلة سعودية تدير أصولًا يصل حجمها إلى تريليون دولار، في مختلف القطاعات الاقتصادية بما في ذلك النفط والغاز والتعدين والبنوك والاستثمارات العقارية والصناعات الأساسية وغيرها، الأمر الذي يعكس القوة الاقتصادية للمملكة.
وقد زاد من التأثير الإيجابي على القطاع الاقتصادي للبلاد، توجه الدولة إلى توفير بيئة مناسبة لتحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة تتمتع بالشفافية والحوكمة القوية والكفاءة العالية، وتسعى في تطوير أدواتها ومواردها وآلية عملها وإعادة هيكلتها، وعمل شراكات استراتيجية مع شركاء دوليين للاستفادة من خبراتهم في وضع السياسات والاستراتيجيات ومنهجيات العمل بهدف دعم مستقبل هذه الشركات وضمان استدامتها وتحقيق طموحها وأهدافها المطلوبة.
اهتم نظام الشركات السعودي الجديد بكل ما يضمن نجاح وازدهار الشركات العائلية، ومن ذلك أنه وضع نظامًا خاصًا لها يساهم في: تنظيم ملكية وإدارة العائلة للشركة وسياسة العمل بها، وتوضيح آلية التصرف في أسهم الشركة، وتحديد وسائل مختلفة لحل الخلافات أو النزاعات في الشركة، سواء من خلال التحكيم أو الوساطة أو ما شابه، وغير ذلك مما يحقق الاستدامة والنجاح وتحقيق الأهداف على المدى الطويل.
عندما طرحت وزارة التجارة السعودية ميثاق حوكمة الشركات العائلية كان الهدف الأساسي من ذلك هو ضبط الملكية والإدارة داخل الشركة، ومساعدتها على تحقيق أهدافها والحد من المخاطر التي تهددها.
ويعد الميثاق الاسترشادي للشركات العائلية السعودية بمثابة الوثيقة التي تنظم العلاقات بين الشركاء من أفراد العائلة، وهي ملزمة لهم في حال حدوث أي خلافات بين الشركاء سواء الحاليين أو ورثتهم في المستقبل، حيث يتضمن كافة البنود والمبادئ والقيم ذات الصلة بالشركة العائلية، والتي ينبغي الالتزام بها لضمان تحقيق الأهداف التجارية والاجتماعية والاستدامة للشركة عبر الأجيال المتتالية.
ويتضمن الميثاق الاسترشادي للشركات العائلية السعودية ثماني وأربعين بندًا تندرج تحت عدد من الفصول، وأهمها: التعريفات، القيم والأهداف، الأحكام العامة، مجلس العائلة، مجلس الإدارة، سياسة العمل في الشركة، الأحكام الختامية.
وبناءً على ما سبق، يعد الحصول على استشارة قانونية من محام متخصص في هذا المجال أمرًا ضروريًّا للشركات العائلية في المملكة العربية السعودية، حيث يساعد في:
بصفة عامة، يمكن القول أن توكيل محامي معتمد في هذا المجال، مع مشاركة جميع أطراف الشركة العائلية عند صياغة الميثاق، يعني ضمان استقرار واستدامة الشركة ونجاحها.
اهتم ميثاق حوكمة الشركات العائلية بالكثير من القضايا التي تنظم أعمال الشركة، ومن بينها:
تتمثل أهم الخطوات اللازمة لتأسيس شركة عائلية في المملكة العربية السعودية فيما يلي:
لتسجيل شركة عائلية، ينبغي إعداد وتجهيز الوثائق التالية:
تختلف العقود والاتفاقيات القانونية ذات الصلة بـ الشركات العائلية بناءً على حجم الشركة وطبيعة نشاطها، ولكن يمكننا إيجاز أنواع العقود المطلوبة بشكل عام على النحو التالي:
تتمثل أهم مهام المدير التنفيذي في الشركات العائلية في: تقديم خطة العمل وموازنة الشركة لمجلس الإدارة للمصادقة عليها، ومتابعة برامج وخطط الشركة ذات الصلة بالعمليات الترويجية، واعتماد النفقات المختلفة الخاصة بالشركة.
تساهم حماية حقوق المساهمين والشركاء في الشركات العائلية في تعزيز الثقة والاستقرار داخل الشركة ودعم نجاحها على المدى الطويل، فضلًا عن استعدادهم للتفاعل بإيجابية مع مختلف العمليات ذات الصلة بالشركة مثل الإدارة والتسويق، ومن بين أهم هذه الحقوق:
إن توفير هذه الحقوق وحمايتها يعني توفير بيئة مناسبة تحفز على المشاركة في أعمال الشركة بشكل فعال، واتخاذ القرارات الصحيحة التي تساهم في تطويرها ونموها وتحقيق النجاح المستدام.
يتطلب إنشاء شركة عائلية ناجحة والحفاظ على استمراريتها واستدامتها الكثير من التخطيط والإعداد على النحو التالي:
ومن أهم عوامل نجاح الشركات العائلية أيضًا مراعاة الجوانب القانونية لأعمالها تحت إشراف محامي الشركات الذي يقدم خبراته العلمية والمهنية في تحقيق الامتثال للقوانين واللوائح التي تنظم عمل الشركات وحماية مصالحها ومصالح المساهمين فيها.
قد يمثل توسيع نطاق الأعمال في الشركات العائلية تحديًّا كبيرًا، حيث يتطلب استثمار الفرص المناسبة للتوسع وإدارة المخاطر المرتبطة به، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد هذا النوع من الشركات في توسيع نطاق أعمالها:
كذلك يتطلب توسيع نطاق الأعمال في الشركات العائلية تحديد الموارد المطلوبة من خلال تحليل القدرات والموارد المتاحة حاليًّا في الشركة وما إذا كانت كافيةً لتلبية احتياجات التوسع أم لا، وذلك يتطلب إجراء الدراسات على العمليات والأنظمة والتقنيات المستخدمة حاليًّا في الشركة.
ينبغي أيضًا تقييم المهارات والخبرات والقدرات الفنية والقيادية للموظفين وتحديد ما إذا كانوا مؤهلين للمساعدة في تحقيق التوسع المطلوب، وتحديد الموارد المالية من خلال تحليل التكاليف والإيرادات المتوقعة وتقدير التكلفة الإجمالية المطلوبة للتوسع.
كما أن التعاقد مع محامي شركات عائلية يساعد كثيرًا في عملية توسيع نطاق الأعمال بالشكل المطلوب، من خلال تقديم المشورة والخدمات القانونية ذات الصلة بلوائح وأنظمة توسيع الأعمال وتقنين الشركات وحقوق العلامات التجارية والعقود والضرائب وحقوق الملكية الفكرية والمساعدة في الاندماج والاستحواذ والشراكات، والتأكد من أن جميع عمليات التوسع تتم وفقًا للقوانين واللوائح المحلية.
من الضروري التعاقد مع محامي شركات عائلية للعديد من الأسباب ومن أهمها: توفير الحماية القانونية وتحديد الاستراتيجيات والإجراءات اللازمة لتجنب تعرض الشركة للمخاطر القانونية، إضافةً إلى المساعدة في التفاوض والوساطة في حال وجود خلافات بين الشركاء أو بين الشركة والجهات الحكومية أو الموردين أو العملاء.
أيضًا، يساعد المحامي في التأكد من امتثال الشركة للقوانين والتشريعات المُعتمدة، ويقدم المشورة القانونية ذات الصلة بتحديث الشروط والأحكام للشركة وفقًا للتعديلات التي تطرأ على هذه القوانين.
نقدم في مكتب سهل للمحاماة كافة الخدمات القانونية للشركات العائلية، ومن أهمها:
يُقصد بحوكمة الشركات بشكل عام: تحديد الآليات واللوائح والقوانين التي تنظم العلاقة بين أصحاب المصالح في الشركات بهدف تحقيق التميز في الأداء والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة.
تعد حوكمة الشركات العائلية مطلبًا ضروريًّا للحفاظ على استمرارية الشركة ونجاحها وتنمية ثرواتها وانتقال ملكيتها وإدارتها للأجيال القادمة، وبما يحقق العدالة لجميع الأطراف ويحدث التوازن بين الحفاظ على تراث العائلة وبيئة العمل.
جدير بالذكر أن حوكمة الشركات العائلية تؤثر في جميع الأطراف ذات الصلة بالشركة وهم: الإدارة والملاك ومجلس الإدارة ومن لهم مصالح داخل الشركة أو خارجها، مثل الموظفين والعملاء والموردين وما شابه.
يساهم تطبيق الحوكمة الفعالة في الشركات العائلية في تحقيق ما يلي:
يتضح لنا أهمية تطبيق الحوكمة في الشركات العائلية وأنها وسيلة ضرورية في الحفاظ على استدامة هذه الشركات ونموها، لذا فإن توكيل محامي معتمد ومتخصص في هذا المجال يقدم للشركة خبراته في تحديد نظام محكم يحدد بدقة العلاقات بين الأطراف الأساسية التي تؤثر على أداء الشركة، وبالتالي تحديد المسؤوليات وتنظيم العمل ومن ثمَّ تحقيق الأهداف الأساسية التي تم تأسيس الشركة بناءً عليها.
حين يمتلك محامي الشركات الكفاءة والمهنية في تطبيق مبادئ الحوكمة القوية والشفافية والانتقال السلس للإدارة وتعزيز المراقبة والتدقيق المالي، فإن هذا يؤدي إلى تجنب النزاعات والمشكلات التي قد تواجه الشركات العائلية بسبب انتقال ملكيتها وإدارتها من جيل إلى جيل.
كما يقوم المحامي بدوره في فصل الشركة عن العلاقات الشخصية داخل الأسرة، أو بمعنى آخر فصل الملكية عن الإدارة، حتى تصبح الشركة مستقلة بذاتها تجنبًا لتعرضها للكثير من القضايا التي تتسبب في تصفيتها مثل قضايا الميراث.
على جانب آخر، تساهم الحوكمة القوية في ضبط نظام الرقابة الداخلي في الشركة، ومنع عمليات الفساد التي قد تتم داخلها، ووجود إدارة تواجه المخاطر المحتملة، وكلها ممارسات تضمن استمرارية الشركة ونجاحها وتحقيق أهدافها على المدى الطويل.
ختامًا، وبعد اطلاعك على أهم الخدمات القانونية التي يمكن تقديمها لـ الشركات العائلية، يبقى أن تبحث عن أفضل محامي متخصص ومعتمد في هذا المجال، يستطيع بخبرته وكفاءته المهنية أن يلبي لك متطلباتك القانونية على مستوى عالي من الاحترافية، وبما يحقق للشركة استدامتها ويعزز نموها في سوق العمل.