102 قراءة دقيقة
31 Oct
31Oct

ما هي إجراءات رفع دعوى الإفلاس وفقًا للقانون الجديد في السعودية؟ هذا السؤال يطرحه الكثيرون من الأشخاص الذين لهم علاقات مباشرة أو غير مباشرة بالقطاع التجاري أو الاقتصادي في المملكة، سواء كانوا أصحاب شركات أو مستثمرين أو دائنين أو حتى مواطنين عاديين يهمهم معرفة تفاصيل هذا القانون وآثاره.


نبذة حول نظام الإفلاس في السعودية

نظام الإفلاس، هو إطار قانوني شامل يهدف إلى تنظيم وتسيير حالات الإفلاس التي قد يواجهها الأفراد أو الشركات في المملكة، من خلال مجموعة من الإجراءات القانونية التي تمكن المدين المتعثر من إعادة هيكلة وضعه المالي والتخلص من ديونه المتراكمة، وتعطيه فرصةً للبدء من جديد.


يهدف النظام أيضًا إلى حماية حقوق الدائنين من خلال توزيع أصول المدين عليهم بطريقة عادلة ومنظمة، اعتمادًا على مجموعة من الآليات التي تتضمن التسوية الوقائية وإعادة التنظيم المالي والتصفية..الخ، ويتم اختيار هذه الآليات بناءً على طبيعة وحجم المديونية والوضع المالي للمدين.


وبناءً على ما سبق، يمكننا القول إن القانون الجديد للإفلاس في السعودية يمثل أداةً هامةً لتعزيز الاستقرار المالي في المملكة وحماية الاقتصاد الوطني من الآثار السلبية للإفلاس من خلال توفير بيئة قانونية محفزة على الاستثمار وتنمية الأعمال. 


لماذا تتعرض الشركات إلى الإفلاس؟

تواجه الشركات العديد من التحديات التي قد تؤدي بها إلى الإفلاس، أبرزها: صعوبة الشركات الناشئة في ترسيخ مكانتها في السوق، وفشل الإدارة في تطبيق استراتيجيات فعالة تواكب التطورات المتسارعة، إضافةً إلى نقص السيولة النقدية الناجم عن سوء إدارة الديون أو التوسع المفرط دون دراسة جدوى كافية، كما أن الاعتماد على تصفية الأصول لتسديد الديون قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة المالية للشركة، مما يزيد من احتمالية الإفلاس.


يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية للإفلاس على النحو التالي:

أسباب داخلية، وتتمثل في: ضعف الإدارة، نقص الخبرة، عدم القدرة على التكيف مع التغيرات السوقية، سوء التخطيط المالي.

أسباب خارجية، وتتمثل في: المنافسة الشديدة، التغيرات الاقتصادية، الكوارث الطبيعية، الأزمات العالمية.


القانون الجديد للإفلاس وتأثيره على الاقتصاد السعودي

قدّم القانون الجديد للإفلاس في السعودية إطارًا قانونيًّا متينًا لإدارة حالات الإعسار للشركات، وساهم ذلك بقوة في تعزيز الثقة في بيئة الأعمال من خلال توفير آليات عادلة وشفافة لمعالجة الديون وإعادة هيكلة الشركات المتعثرة.


يسعى نظام الإفلاس إلى حماية حقوق الدائنين وتشجيع الاستثمار، ومن المتوقع أن يساهم هذا النظام إلى تقليل تكاليف الإفلاس وتسريع عملية التعافي الاقتصادي للشركات المتعثرة وبالتالي دعم النمو الاقتصادي المستدام للمملكة العربية السعودية. 


على جانب آخر، يطمئن المستثمرون إلى أن استثماراتهم محمية وأن هناك آليات قانونية فعالة لحل النزاعات، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية في مجال حماية حقوق المستثمرين الأجانب، مما يزيد من ثقتهم ويشجعهم على ضخ المزيد من الاستثمارات في الاقتصاد السعودي.




لجنة الإفلاس في السعودية

أنشئت لجنة الإفلاس بموجب قرار مجلس الوزراء في 1443هـ، وتعمل تحت إشراف معالي وزير التجارة، وهي كيان قانوني يتمتع بالاستقلال المالي والإداري.

تتمثل مهام لجنة الإفلاس فيما يلي:

1. إنشاء قاعدة بيانات شاملة لجميع إجراءات الإفلاس.

2. اعتماد وتسجيل أمناء الإفلاس والخبراء المؤهلين.

3. تحديد المعايير والإجراءات التي يجب على أمناء الإفلاس والخبراء اتباعها.

4. التأكد من التزام أمناء الإفلاس والخبراء بالقوانين واللوائح.

5. إدارة إجراءات تصفية الأصول للشركات المفلسة.

6. تقديم الاستشارات والتدريب للجميع المعنيين بإجراءات الإفلاس.

7. إعداد النماذج والوثائق الموحدة لتسهيل الإجراءات.

8. نشر الوعي بأهمية نظام الإفلاس وآثاره.


شروط رفع دعوى إفلاس

الهدف الأساسي لرفع دعوى الإفلاس هو تحقيق التوازن بين مصالح المدين والدائنين من خلال توفير آليات قانونية عادلة لحل مشاكل الإفلاس، ويعد استيفاء الشروط المذكورة فيما يلي أمرًا أساسيًّا لقبول طلبات الإفلاس:

1. أن يثبت المدين عجزًا واضحًا عن تسديد ديونه الحالية أو المستقبلية، مما يجعله غير قادر على الوفاء بالتزاماته المالية.

2. أن يقدم المدين كافة المستندات والوثائق المالية والقانونية التي تثبت وضعه المالي، مثل: كشوف الحسابات، السجلات التجارية، عقود الديون، والغرض من هذه الوثائق تزويد المحكمة بمعلومات كافية لاتخاذ القرار المناسب.

3. أن يثبت المدين نيته الحسنة في التعاون مع الدائنين والمحكمة طوال إجراءات الإفلاس، وذلك من خلال تقديم معلومات صحيحة والالتزام بقرارات المحكمة.


أهداف إجراءات الإفلاس: إعادة الحياة إلى الأعمال وتقوية الاقتصاد

نظام الإفلاس هو أداة اقتصادية وقانونية متكاملة تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أهمها:

1. إعادة الحياة للشركات المتعثرة، ومنحها فرصةً للنهوض من جديد، من خلال إعادة هيكلة ديونها وتنظيم أعمالها، وبالتالي ضمان استمرارية نشاطها الاقتصادي.

2. حماية حقوق الدائنين والتقليل من الخسائر التي يتعرضون لها من خلال ضمان التوزيع العادل لأصول المدين بين الدائنين وفقًا لأولويات محددة.

3. تعزيز الثقة في بيئة الأعمال بفضل توفير إطار قانوني واضح وعادل لإدارة حالات إفلاس الشركات الأمر الذي يشجع على الاستثمار ويدعم النمو الاقتصادي.

4. حماية الأصول الهامة للشركة مثل الأصول الإنتاجية وتقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الإفلاس والمحافظة على القيمة المضافة لهذه الأصول.


إجراءات رفع دعوى الإفلاس وفقا للقانون الجديد في السعودية

نوضح فيما يلي كيفية رفع دعوى إفلاس في السعودية وفقًا للنظام الجديد، وبناءً على الخطوات التالية:

1. التواصل مع محامي متخصص في الإفلاس لتقييم الوضع القانوني والمالي.

2. تجهيز كافة وثائق ومستندات رفع دعوى إفلاس المالية والقانونية اللازمة، بما في ذلك: الأصول، قوائم الديون، الدخل.

3. تقديم طلب الإفلاس إلى المحكمة المختصة، متضمنًا كافة المعلومات المطلوبة بما في ذلك أسباب الإفلاس.

4. تقوم المحكمة بتعيين أمين إفلاس ليكون مسؤولًا عن إدارة إجراءات الإفلاس وتقييم أصول المدين وتوزيعها على الدائنين.

5. إعلان جميع الدائنين بفتح إجراءات الإفلاس لإتاحة الفرصة لهم لتقديم طلباتهم.

6. تقييم جميع أصول المدين وتحديد قيمتها السوقية.

7. التحقيق في صحة الديون المقدمة من الدائنين والتأكد من مطابقتها للقانون.

8. وضع خطة التسوية بين المدين والدائنين، بهدف إعادة هيكلة الديون وتمكين المدين من الاستمرار في العمل.

9. في حال عدم التوصل إلى اتفاق على خطة التسوية، يتم تصفية أصول المدين وتوزيع العائد على الدائنين وفق أولوياتهم.


تتمثل أهم أنواع إجراءات الإفلاس فيما يلي: التسوية الوقائية، إعادة التنظيم المالي، التصفية، التسوية الوقائية لصغار المدينين، إعادة التنظيم المالي لصغار المدينين، التصفية لصغار المدينين، التصفية الإدارية، ويمكنك حجز موعد مع مكتب سهل للمحاماة للتعرف على المزيد حول هذه الإجراءات وإيجابيات وسلبيات كل منها. 




أهمية توكيل محامي متخصص في الإفلاس في السعودية

تعد إجراءات الإفلاس ضمن المسائل القانونية المعقدة التي تتطلب خبرةً ودرايةً بالقوانين واللوائح المنظمة لها في المملكة العربية السعودية، لذا يفضل أن تستعين بمحامي معتمد في هذا المجال لأسباب عديدة، أهمها:

1. المعرفة الجيدة بإجراءات الإفلاس التي تضمن اتباع الخطوات القانونية بدقة وتجنب أي أخطاء قد تؤدي إلى تأخير الإجراءات أو إبطالها.

2. حصول المدين على الحماية القانونية اللازمة عبر تمثيله أمام المحاكم المختصة والدفاع عن حقوقه وضمان حصوله على أفضل النتائج الممكنة.

3. يمتلك المحامي مهارات عالية في التفاوض، الأمر الذي يمكنه من التفاوض مع الدائنين للتوصل إلى تسويات عادلة وحماية مصالح المدين.

4. يبقى المحامي على اطلاع دائم بالتطورات التشريعية والقضائية ذات الصلة بقضايا الإفلاس، وبالتالي يضمن تقديم أفضل الاستشارات القانونية لعملائه وموكليه.

5. يتحمل المحامي عبء إجراءات الإفلاس نيابةً عن المدين، ويوفر عليه الكثير من الوقت والجهد ويتيح له التركيز على إدارة أعماله.

6. يحمي المحامي المدين من الوقوع في مخاطر قانونية من خلال تقديم المشورة القانونية اللازمة التي تجعله يحسن التصرف في مواجهة مختلف المواقف ويحد من خسائره المادية والمعنوية.


بناءً على ما سبق، يمكنك التواصل فورا مع مكتب سهل للمحاماة والحصول على كافة الخدمات القانونية ذات الصلة برفع دعوى الإفلاس، بما في ذلك: توضيح إجراءات الإفلاس وما يتبعه من حقوق والتزامات، وإعداد التقارير اللازمة لعرض حالتك المالية بشكل دقيق أمام المحاكم المختصة.


نقوم أيضًا بإعادة هيكلة شركتك ماليًّا وإداريًّا لتجنب الإفلاس، ولدينا خبرة واسعة في إدارة جميع مراحل إجراءات الإفلاس، بدءًا من التقديم وحتى النهاية، فضلًا عن التفاوض مع الدائنين للتوصل إلى تسويات ودية وتمثيل المدين أمام المحاكم.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.