شركة التوصية البسطة في نظام الشركات السعودي هي إحدى أنواع شركات الأشخاص التي إشتمل عليها النظام الحديث للشركات في المملكة، حيث تضمن نظام الشركات السعودي الجديد العديد من أنواع الشركات سواء شركات الأموال مثل شركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة أو شركات الأشخاص مثل شركة التضامن وشركة التوصية البسطة، تلك الشركات التي تعتبر أهم الكيانات القانونية الإقتصادية التي تؤسس بناء على عقد تأسيس أو نظام أساسي يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم في مشروع يستهدف الربح بتقديم حصة من مال أو عمل أو منهما معاً لإقتسام ما ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو خسارة، كما تجدر الإشارة إلى أن الشركات بوجه عام تساعد وتساهم في النمو الإقتصادي للمملكة، حيث تعد من أهم المجالات الإستثمارية في المملكة العربية السعودية والتي تحرص المملكة على تنميتها وتطوير بيئتها التشريعية لضمان إستدامتها، وذلك ينعكس بدوره على الإقتصاد بصوره الإيجابية، ورجوعاً لما بدأنا الحديث عنه سوف يكون هذا المقال منفرداً للرد على كافة التساؤلات والإستفسارات التي تخص كيفية تأسيس شركة توصية بسيطة في السعودية.
فكما ذكرنا سابقاً، أن شركة التوصية البسيطة هي نوع من أنواع شركات الأشخاص، أما بالنسبة لتعريفها الدقيق، فهو وفق المنصوص عليه في المادة الحادية والخمسون من نظام الشركات السعودي الجديد، هي شركة تتكون من نوعين من الشركاء، نوع يضم على الأقل شريك من ذوي الصفة الطبيعية (أفراد) أو الإعتبارية (منشآت) يكون مسؤول شخصياً في جميع أمواله وبالتضامن عن ديون الشركة وإلتزاماتها، ونوع آخر يضم على الأقل شريك من ذوي الصفة الطبيعية (أفراد) أو الإعتبارية (منشآت) موصياً لا يكون مسؤول عن ديون الشركة وإلتزاماتها إلا في حدود حصته في رأس مال الشركة.
والشريك الموصي في شركة التوصية البسيطة لا يكتسب صفة التاجر، هذا بالإضافة إلى أنه يخضع الشركاء المتضامنون في شركة التوصية البسيطة للأحكام المطبقة على الشركاء في شركة التضامن.
لكي يتم تأسيس شركة توصية بسيطة في السعودية بصورة نظامية صحيحة يجب إتباع كافة الضوابط وتوافر جميع المتطلبات التي تم النص عليها في نظام الشركات السعودي الجديد وذلك وفق ما يلي: -
يكون لشركة التوصية البسيطة في السعودية بموجب المادة الخامسة من النظام الجديد، إسم تجاري باللغة العربية أو بلغة أخرى، كما يجوز أن يكون إسم شركة التوصية البسيطة في السعودية مشتق من غرضها، أو إسم مميز لها، أو إسم واحد أو أكثر من الشركاء أو المساهمين فيها الحاليين أو السابقين أو منها معاً، وذلك بمراعاة ألا يكون الإسم المختار مخالف لنظام الأسماء التجارية والأنظمة الأخرى واللوائح المعمول بها في المملكة.
وفي حالة إشتمال الإسم التجاري للشركة على أي من أسماء الشركاء السابقين فيها، فيجب الحصول على موافقة الشريك أو ورثته إذا توفي ولم يوافق، هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن يقترن بالإسم التجاري للشركة ما يبين شكلها النظامي.
كما يجوز تعديل الإسم التجاري للشركة وفقاً للأوضاع المقررة لتعديل عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي، ولا يترتب على التعديل المساس بحقوق الشركة أو إلتزاماتها أو الإجراءات النظامية التي إتخذتها أو إتخذت في مواجهتها قبل التعديل.
يجب أن يكون لشركة التوصية البسيطة في السعودية عقد تأسيس، وذلك وفق المادتين السابعة والثامنة من نظام الشركات السعودي الجديد، بحيث يجب أن يكون هذا العقد مكتوب وإلا بطلت الشركة، والكتابة تكون باللغة العربية، مع جواز أن يكون مقرون بترجمة إلى لغة أخرى، ولعل من المفيد أن ننوه أن وزارة التجارة تعد النموذج الإسترشادي لعقد تأسيس شركة التوصية البسيطة بما يتناسب مع شكلها النظامي.
كما يجب أيضاً بالإضافة إلى ما سبق، أن يتضمن عقد شركة التوصية البسيطة كافة الأحكام والشروط والبيانات المنصوص عليها في المادة الثانية والخمسون من نظام الشركات الجديد، كالتي:
يجوز بموجب المادة الثالثة عشرة من نظام الشركات السعودي الجديد أن تكون حصة الشريك في شركة التوصية البسيطة نقدية أو عينية أو الاثنين معاً، كما تكون الحصص النقدية والحصص العينية وحدها رأس مال الشركة، ويحق للمؤسسين أو الشركاء تقديم حصص أو أسهم في رأس مال الشركة إلى شخص مقابل قيامه بعمل أو خدمات تعود على الشركة بالنفع وتحقق أهدافها، وذلك دون إخلال بأحكام النظام.
كما أنه أيضاً وفق المادة الرابعة عشرة من ذات النظام، إذا كانت حصة الشريك حق ملكية أو حق منفعة أو أي حق عيني آخر، كان مسؤول وفق أحكام عقد البيع عن ضمان الحصة في حالة الهلاك وضمان التعرض أو الإستحقاق أو ظهور عيب أو نقص في الحصة، وإذا كانت حصته مجرد الإنتفاع بحق شخصي على المال طبقت أحكام عقد الإيجار، وذلك ما لم يتفق على غير ذلك.
وفى حال كانت حصة الشريك عملًا، وجب أن يقوم بالعمل الذي تعهد به، ويكون كل كسب ينتج من هذا العمل من حق الشركة، ولا يجوز له أن يمارس هذا العمل لحسابه الخاص ومع ذلك، لا يكون ملزم بأن يقدم إلى الشركة ما حصل عليه من حقوق على الملكية الفكرية الناتجة عن هذا العمل، إلا إذا إتفق على ذلك.
ويعد جديراً بالذكر والتنويه، أن كل شريك يكون مديناً للشركة بالحصة التي تعهد بها وذلك وفق المادة الخامسة عشر من نظام الشركات السعودي الجديد، وإذا تأخر الشريك عن تقديم حصته في رأس مال الشركة في الأجل المحدد لذلك، كان للشركة مطالبته بتنفيذ ما تعهد به تجاهها، أو تعليق نفاذ الحقوق المتصلة بحصصه كالحق في الحصول على أرباح أو حق التصويت على قرارات الشركاء، مع إحتفاظ الشركة في جميع الأحوال بالحق في مطالبته بالتعويض عن الضرر المترتب على ذلك.
وهذا وبعد أن عرضنا أهم المتطلبات التي يجب إتباعها عند تأسيس شركة توصية بسيطة في المملكة العربية السعودية، سوف نقوم بعرض الإجراءات الواجب على المؤسسين تنفيذها لتأسيس الشركة وهي كالأتي بيانها:-
يجب على المؤسسون وفق الفقرة الثانية من المادة السادسة من نظام الشركات الجديد تقديم طلب تأسيس شركة التوصية البسيطة وقيدها إلى السجل التجاري، مرافق به عقد التأسيس أو النظام الأساسي والبيانات والوثائق اللازمة وفق شكل الشركة.
يبت السجل التجاري بموجب الفقرة الثالثة من المادة السادسة من نظام الشركات الجديد في طلب التأسيس المستوفي البيانات والوثائق اللازمة وفقاً لأحكام النظام.
وفي حال رفض الطلب يجب أن يكون الرفض مسبب، ويحق للمؤسسين التظلم أمام وزارة التجارة خلال ستين يوماً من تاريخ إبلاغهم برفض الطلب، وكذلك أيضاً في حال رفض التظلم أو إذا لم يبت فيه خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تقديمه، يحق للمؤسسين التظلم أمام الجهة القضائية المختصة.
ويأتي الأن دور عرض الأثار المترتبة على قبول طلب تأسيس شركة التوصية البسيطة في السعودية، بحيث سيتم عرض نوعين من الاثار التي تترتب على هذا التأسيس، وذلك وفق ما يلي: -
يعد من الأثار العامة المترتبة على تأسيس شركة التوصية البسيطة في السعودية هي إكتساب الشخصية الإعتبارية، والبدء في مزاولة أغراضها، فشركة التوصية البسيطة تكتسب شخصيتها الإعتبارية بعد قيدها لدى السجل التجاري وذلك وفق المادة التاسعة من نظام الشركات السعودي الجديد، وتلك الشخصية الإعتبارية تجعل شركة التوصية البسيطة في السعودية تمتع بحقوق وسلطات تختلف عن الشركاء فيها، بحيث تجعلها كيان له شخصية مستقلة وذمة مالية وتتحمل الإلتزامات المنسوبة إليها وحدها دون مؤسسيها، كما يلزم التنويه بأن للشركة خلال مدة التأسيس شخصية إعتبارية بالقدر اللازم لتأسيسها، بشرط إتمام عملية التأسيس.
كما يترتب أيضاً على قيد الشركة لدى السجل التجاري، إنتقال جميع العقود والأعمال التي أجراها المؤسسون لحسابها إلى ذمتها وتحمل الشركة جميع المصروفات التي أنفقوها في سبيل تأسيس الشركة.
وفي حالة لم تستوفي إجراءات تأسيس شركة التوصية البسيطة على النحو المبين في نظام الشركات، يكون الأشخاص الذين تعاملوا أو تصرفوا بإسم الشركة أو لحسابها مسؤولين شخصياً في جميع أموالهم وبالتضامن في مواجهة الغير عن الأفعال والتصرفات التي صدرت عنهم خلال مدة التأسيس.
وكذلك تتمكن الشركة بموجب المادة العاشرة من نظام الشركات السعودي الجديد، بعد قيدها لدى السجل التجاري وحصولها على التراخيص اللازمة لذلك من الجهات المعنية من مزاولة أغراضها التي تأسست بسببها.
يجوز للشريك الموصي بموجب المادة السادسة والخمسون من نظام الشركات السعودي الجديد من أن يتنازل عن كل حصصه أو بعضها لأي من الشركاء الآخرين في الشركة، ويجوز أيضاً للشريك الموصي أن يتنازل عن كل حصصه، أو بعضها للغير، شريطة موافقة جميع الشركاء المتضامنين ومالكي أغلبية رأس المال الخاص بالشركاء الموصين، ما لم ينص عقد تأسيس الشركة على غير ذلك.
ومن ناحية أخرى، يجوز للشريك المتضامن أن يتنازل عن كل حصصه أو بعضها، لمصلحة شريك موصى أو للغير، شريطة موافقة جميع الشركاء المتضامنين ومالكي أغلبية رأس المال الخاص بالشركاء الموصين، ما لم ينص عقد تأسيس الشركة على غير ذلك.
وتجدر الإشارة، إلى أنه إذا لم يقدم الشريك الموصي حصته في رأس مال الشركة في ميعاد إستحقاقها قبل التنازل عنها، يصبح المتنازل له مسؤول عن تقديمها.
هذا بالإضافة إلى أنه يجوز إدخال شركاء متضامنين أو موصين إلى شركة التوصية البسيط، بعد موافقة جميع الشركاء المتضامنين دون الحاجة إلى الحصول على موافقة الشركاء الموصين، وذلك ما لم ينص عقد تأسيس الشركة على غير ذلك.