ما هو مفهوم الشركة التابعة في النظام السعودي؟

الشركات في المملكة العربية السعودية تعتبر أحد أهم الركائز الداعمة للاقتصاد الوطني، فهي الإطار الملائم لإقامة المشروعات الاستثمارية في السعودية، ولذلك تهتم المملكة العربية السعودية على الدوام بمواكبة كافة التطورات والتغيرات التي يشهدها قطاع الشركات لديها، بحيث أننا إذا أمعنا النظر في أحدث إصدارات المملكة المتعلقة بتأسيس الشركات وهو نظام الشركات الجديد الصادر بقرار من مجلس الوزراء السعودي برقم 678 بتاريخ 29/11/1443هـ، سنجد اشتماله على العديد من أنواع الشركات التي تمثل أفضل الفرص الاستثمارية للمستثمرين سواء المحليين أو الأجانب، حيث اشتمل نظام الشركات السعودي الجديد على أنواع الشركات التجارية، كشركات الأشخاص المتمثلة في شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة، وأيضاً شركات الأموال والمتمثلة في شركة المساهمة وشركة المساهمة المبسطة، وكذلك أحد أنواع الشركات التجارية المميز والتي تسمى بالشركة ذات المسؤولية المحدودة والتي تتكون من مزيج من شركة الأشخاص والأموال في آن واحد، كما أن نظام الشركات السعودي الجديد تضمن أيضاً تأسيس الشركات المهنية في السعودية والمختصة بممارسة المهن الحرة من خلالها، وكذلك تضمن النظام تأسيس الشركات غير الربحية في السعودية، هذا بالإضافة لتضمنه أنواع أخرى من الشركات التي يمكن تأسيسها في المملكة العربية السعودية والتي تعرف بالشركة القابضة والشركة التابعة، حيث قد سبق وتناولنا في مقال سابق كل ما يخص الشركات القابضة في السعودية من حيث التعريف المفصل والمزايا والأهداف المرجوة من تأسيسها والأشكال المتخذة لتأسيسها في المملكة، وبيان أيضاً كافة المسؤوليات التي تقع على عاتقها، ولذلك فإننا في هذا المقال سوف نتحدث عن الشركة التابعة للشركة القابضة في المملكة العربية السعودية.

ولعنا في مستهل حديثنا عن الشركات التابعة نذكرك عزيزي القارئ بتعريف الشركة القابضة في نظام الشركات الجديد، حيث عرفت المادة السادسة عشرة بعد المائتين الشركة القابضة بأنها شركة مساهمة أو شركة مساهمة مبسطة أو شركة ذات مسؤولية محدودة، تؤسس شركات أو تمتلك حصصاً أو أسهماً في شركات قائمة تصبح تابعة لها.

وتتحقق سيطرة الشركة القابضة على الشركات التابعة من خلال السيطرة على سلطة اتخاذ القرار في الشركات التابعة، عن طريق التمتع بأغلبية التصويت في الجمعيات العمومية للمساهمين أو الشركاء ومجالس إدارات تلك الشركات، وتتمكن الشركة القابضة من إحراز هذه السيطرة عن طريق تملكها أغلبية الأسهم في رأسمال الشركات التابعة.

قد يهمك قراءة: ما هي الشركة القابضة؟

وفيما يلي سوف نوضح لك عزيزي القارئ في هذا المقال مفهوم الشركة التابعة في النظام السعودي، بالإضافة إلى مزايا وعيوب الشركة التابعة، وكيفية تأسيس الشركة التابعة في السعودية، الأهداف التي تحققها الشركة التابعة للشركة القابضة.

ما هي الشركة التابعة في السعودية؟

 الشركة التابعة في المملكة العربية السعودية تعد كأي كيان تجاري وفق نظام الشركات السعودي الجديد فهي بكل بساطة نوع من الشركات تكون مملوكة بالكامل أو تم السيطرة عليها جزئياً من قبل شركة أخرى تعرف باسم الشركة الأم أو الشركة القابضة، حيث تملك الشركة القابضة عادة حصة مسيطرة في تلك الشركة التابعة، وهي بمعنى أو صورة أخرى عبارة عن شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة قابضة، وأنشطتها الإنتاجية مساعدة بطبيعتها، أي أنها تقتصر على تقديم خدماتها حصرياً للشركة القابضة، أو الشركات التابعة التي تمثلها الشركة القابضة في السعودية.

والجدير بالذكر أن المادة السابعة عشرة بعد المائتين من نظام الشركات السعودي الجديد أفادت بأن تعد الشركة تابعة لشركة قابضة في أي من الحالات الآتية: -

أ- إذا كانت الشركة القابضة شريك أو مساهم تمتلك حصص أو أسهم في رأس مال الشركة التابعة تمنحها أغلبية حقوق التصويت فيها.

ب- إذا كانت الشركة القابضة شريك أو مساهم تسيطر بمفردها على تعيين المدير أو أغلبية أعضاء مجلس الإدارة أو يكون لها عزل المدير أو أغلبية أعضاء المجلس.

ج- إذا كانت الشركة القابضة شريك أو مساهم تسيطر بمفردها على أغلبية حقوق التصويت، وذلك بناء على إتفاق مع باقي الشركاء أو المساهمين.

د- إذا كانت الشركة التابعة تتبع شركة تابعة للشركة القابضة.

ولعل من المفيد أيضاً أن ننوه على الشركة القابضة في الملكة العربية السعودية ووفق المادة السادسة عشرة بعد المائتين من نظام الشركات الجديد تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة مساهمة مبسطة أو شركة ذات مسؤولية محدودة، وتؤسس شركات أو تمتلك حصص أو أسهم في شركات قائمة تصبح تابعة لها كما أوضحنا أعلاه.

وكذلك أيضاً يجدر بنا الإشارة إلى أن الشركات التابعة في المملكة العربية السعودية تختلف كثيراً عن الوكالات وفروع الشركات، حيث أن فروع الشركات لا تمتلك شخصية معنوية تميزها، فهي ليست هيكل قانوني مستقل بذاته كالشركة التابعة التي تتميز وتتمتع بشخصية إعتبارية مستقلة عن شخصية الشركة القابضة لها، كما أن فرع الشركة هو في الأساس فرع من الشركة الأم أو القابضة ويعمل في الخارج ويكون مملوك بالكامل 100% للشركة الأم، أما الشركة التابعة فقد تكون مملوكة ملكية كاملة للشركة الأم أو القابضة أو تكون الشركة التابعة تمتلك حصصاً أو أسهماً في رأس مال الشركة التابعة تمنحها أغلبية حقوق التصويت فيها.

فخلاصة القول في أمر الشركة التابعة في المملكة العربية السعودية أنها عبارة عن شركة تكون خاضعة وتحت السيطرة المالية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لشركة أخرى تسمى بالشركة القابضة، كما أن الشركة التابعة في السعودية تقوم بما تحدده لها الشركة القابضة من سياسية مالية واستثمارية ووضع الخطط الإنتاجية وكافة سياسات العمل فيها.

قد يهمك قراءة: ما الفرق بين الشركة القابضة والشركة التابعة؟

ما هي مزايا الشركة التابعة في السعودية؟

تتعد مزايا الشركة التابعة في المملكة العربية السعودية حيث يعد من ضمن مزاياها التي تتمتع بها الآتي بيانه:

- تقليل المخاطر

حيث أنه عندما تتعرض شركة تابعة للخسارة، لا يتم تحويل هذه الخسائر بسهولة إلى الشركة القابضة ولكن في حالة الإفلاس قد يتم تعيين إلتزامات الشركة الفرعية إلى الشركة القابضة إذا كان من الممكن إثبات أن الشركة القابضة والشركات التابعة لها هي نفسها من الناحية القانونية، ولذلك فإن إبقاء الكيانين منفصلين بشكل قانوني، يعد طريقة لحماية الشركة القابضة من الإلتزامات والديون التي قد تتحملها الشركة التابعة.

- المزايا الضريبية

حيث قد يمكن للشركات التابعة إذا تم تنظيمها كشركة تابعة في أي دولة مختلفة الحصول على مزايا ضريبية، فقد تفرض بعض البلدان ضرائب على أرباح الشركة التابعة بدلاً من إجمالي ربح الشركة القابضة.

- عمليات الشراء والاندماج

بحيث يمكن للشركات التابعة أن تقوم بدمج الأقسام الفرعية للشركة أو بيعها بطريقة أسهل وأرخص مما لو كانت عليه الشركة القابضة.

- المسؤولية الأقل للشركة القابضة

فقيام الشركات القابضة بتأسيس شركات تابعة لها، يجعل المسؤولية الملقاة على عاتق الشركة القابضة محدودة، وبالتالي يساعد ذلك في الحد من الخسائر المحتملة.

- إمتلاك الأصول

يسمح للشركات التابعة في المملكة العربية السعودية بامتلاك أنواع مختلفة من الأصول.

ما هي عيوب إمتلاك الشركة التابعة في السعودية؟

بالرغم من أن الشركات التابعة في المملكة العربية السعودية تتمتع ببعض المزايا الجيدة السابق إيضاحها، إلا أنه قد يواجه إمتلاكها أيضاً بعض العيوب والتي منها الآتي بيانه: -

• عملية إنشاء أو إمتلاك شركة تابعة ليست بسيطة دائماً

ومعنى ذلك أنه إذا كانت الشركة قائمة ومستقلة بذاتها، فإنها تمثل نفسها في جميع المعاملات وهذا يجعل الأمور بسيطة، لكن إمتلاك تلك الشركة لكيان تابع أو أكثر يعني أن عليها الإحتفاظ بسجلات مالية منفصلة لها.

• ضمان قروض الشركات التابعة 

قد تضطر الشركة القابضة للقيام بضمان قروض شركاتها التابعة، وذلك قد يجعلها تتعرض للتأثر بديون وإلتزامات هذه الشركات الفرعية، ويجب التنويه إلى أنه يوجد بعض الحالات القانونية التي تكون فيها الشركة القابضة مسؤولة عن الشركة التابعة وممارساتها ويجب عليها في تلك الحالة تحمل نتيجة هذه الممارسات.

• عدم تمكن الشركة القابضة من الوصول الكامل إلى التدفقات النقدية للشركة التابعة

قد لا تتمكن الشركة القابضة من الوصول الكامل إلى التدفقات النقدية للشركة التابعة، ويأتي ذلك نتيجة للهيكل الإداري ومقدار السيطرة الذي تتمتع به في الشركة التابعة، كما أنه في بعض الأوقات قد تضطر الشركة القابضة لسداد ديون شركاتها التابعة لها بسبب ترابط سمعة الشركة القابضة بالشركة التابعة، مما يتعين عليها الحفاظ على تلك السمعة.

قد يهمك قراءة: تأسيس الشركات القابضة في السعودية وفق نظام الشركات الجديد

كيفية تأسيس الشركة التابعة في السعودية؟

تأسيس الشركات التابعة في المملكة العربية السعودية أصبح من الأمور المقبل عليها بكثرة، حيث أن إعطاء الفرصة لإنشاء الشركات التابعة في السعودية قد أحدث تغييرات هائلة داخل الدولة وصنعت فرق بالنسبة للمواطنين وللأجانب.

ولعل من الجدير أن ننوه أن الشركات التابعة في المملكة العربية السعودية غالباً ما تتخذ شكل شركة ذات مسؤولية محدودة، ولذلك سنقوم بإيضاح الضوابط والإجراءات الواجب إتباعها لتأسيس الشركة التابعة بصورة نظامية صحيحة، حيث يعد من الضوابط الواجب توافرها الآتي بيانها:-

1- تحرير عقد التأسيس 

يجب على الشركاء كتابة عقد تأسيس للشركة التابعة، يكون وفق المادة السابعة من نظام الشركات السعودي الجديد باللغة العربية، ويجوز أن يكون مقرون بترجمة إلى لغة أخرى، وكذلك يجب أن يشتمل عقد تأسيس الشركة على الأحكام والشروط والبيانات التي يتطلبها النظام وبما يتناسب مع شكل الشركة، بحيث يشتمل عقد التأسيس وفق المادة الثامنة والخمسون بعد المائة من نظام الشركات السعودي الجديد على البيانات الأتية: -

• أسماء الشركاء، وبياناتهم.
• إسم الشركة.  
• المركز الرئيس للشركة.  
• غرض الشركة. 
• رأس المال، وتوزيعه بين الشركاء.
• إقرار الشركاء بالوفاء بقيمة الحصص.
• مدة الشركة، إن وجدت.
• إدارة الشركة.
• التنازل عن الحصص.  
• قرارات الشركاء.
• وسيلة توجيه الابلاغات التي قد توجهها الشركة إلى الشركاء.                                                                                              
• كيفية توزيع الأرباح والخسائر بين الشركاء.  
• تاريخ بدء السنة المالية وانتهائها.        
• إنقضاء الشركة         
• أي أحكام أو شروط أو بيانات أخرى يتفق الشركاء على تضمينها في عقد تأسيس الشركة ولا تتعارض مع أحكام نظام الشركات الجديد.

2- تحديد رأس المال 

يجب على الشركاء بموجب المادة الرابعة والسبعون بعد المائة من نظام الشركات الجديد، القيام بتحديد مقدار رأس مال الشركة التابعة في عقد تأسيسها، وتقسمه إلى حصص متساوية القيمة، وتكون الحصة في الشركة غير قابلة للتجزئة والتداول، فإذا ملك الحصة أشخاص متعددون، جاز للشركة أن توقف استعمال الحقوق المتصلة بها إلى أن يختار مالكو الحصة من بينهم من يعد مالكاً منفرداً لها في مواجهة الشركة، ويجوز للشركة أن تحدد لهم ميعاداً لهذا الاختيار وإلا كان لها بعد انقضائه بيع الحصة لحساب مالكيها، وفي هذه الحالة تعرض الحصة على الشركاء الآخرين ثم على الغير.

3- مرفقات طلب التأسيس 

يجب أن يرفق الشركاء بطلب تأسيس الشركة التابعة وفق المادة الثامنة والخمسون بعد المائة من نظام الشركات السعودي الجديد الاتي: -

أ- إقرار المؤسسين بالالتزام بجميع متطلبات النظام ذات الصلة بتأسيس الشركة.

 ب- بيان أو تقرير معد من مقيم معتمد أو أكثر يبين فيه القيمة العادلة للحصص العينية إن وجدت، وإقرار من باقي المؤسسين بالموافقة على المقابل المحدد لها.

هذا بالإضافة لضرورة إرفاق الرخصة التجارية للشركة القابضة، وعقد تأسيسها أو نظامها الأساسي، وكذلك التقرير المالي للشركة القابضة.

كيفية تسمية الشركة التابعة في السعودية؟

يتعين عند تسمية الشركة التابعة في المملكة العربية السعودية الإلتزام بالضوابط المنصوص عليها في المادة الخامسة من نظام الشركات السعودي الجديد، حيث يحق للشركة التابعة في السعودية أن يكون لها إسم تجاري باللغة العربية أو بلغة أخرى، ويجوز أن يكون الاسم مشتق من غرضها، أو إسم مميز لها، أو إسم واحد أو أكثر من الشركاء فيها الحاليين أو السابقين أو منها معاً، مع مراعاة ألا يكون مخالفاً لنظام الأسماء التجارية والأنظمة الأخرى واللوائح المعمول بها في المملكة، ويجب الحصول على موافقة الشريك أو المساهم، أو ورثته إذا توفي ولم يوافق، وذلك في الحالة التي يشتمل فيها الاسم التجاري على أي من أسماء الشركاء أو المساهمين السابقين في الشركة، ويجب أن يقترن بالاسم التجاري ما يبين شكل الشركة.

ما هي إجراءات تأسيس الشركة التابعة في السعودية؟

 يتعين على الشركاء عند تأسيس شركة تابعة في المملكة العربية السعودية تقديم طلب التأسيس بموجب المادة السادسة من نظام الشركات السعودي الجديد وقيدها في السجل التجاري، مرافق له عقد التأسيس والبيانات والوثائق اللازمة.

وأوجبت المادة الثامنة أن يقيد المؤسسون أو الشركاء أو مديرو الشركة أو أعضاء مجلس إدارتها بحسب الأحوال عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي وما يطرأ عليه من تعديل لدى السجل التجاري، ويشهر السجل التجاري ما يلزم من بيانات أو وثائق وفقاً لأحكام النظام واللوائح، ويكون من تسبب من هؤلاء في عدم قيد الوثائق لدى السجل التجاري؛ مسؤولاً بالتضامن عن التعويض عن الضرر الذي يصيب الشركة أو الشركاء أو المساهمين أو الغير جراء عدم القيد.

ويبت السجل التجاري بعد ذلك في الطلب التأسيس الذي يكون مستوفي للبيانات والوثائق اللازمة فقط وفقاً للمادة السادسة من نظام الشركات الجديد، كما أنه في حال رفض طلب تأسيس الشركة التابعة، يجب على السجل التجاري أن يسبب الرفض، ويحق للمؤسسين التظلم أمام الوزارة خلال ستين يوماً من تاريخ إبلاغهم برفض الطلب، كما أنه يحق للمؤسسين في حال رفض التظلم أو إذا لم يبتّ فيه خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تقديمه، التظلم أمام الجهة القضائية المختصة في السعودية.

وتكتسب الشركة التابعة الشخصية الاعتبارية وفقاً للمادة التاسعة من نظام الشركات بعد قيدها لدى السجل التجاري، ومع ذلك تكون للشركة خلال مدة التأسيس شخصية اعتبارية بالقدر اللازم لتأسيسها، بشرط إتمام عملية التأسيس، ويترتب على قيد الشركة لدى السجل التجاري، انتقال جميع العقود والأعمال التي أجراها المؤسسون لحسابها إلى ذمتها وتحمُّل الشركة جميع المصروفات التي أنفقوها في سبيل تأسيس الشركة، إذا لم تستوفَ إجراءات تأسيس الشركة على النحو المبين في النظام، يكون الأشخاص الذين تعاملوا أو تصرفوا باسم الشركة أو لحسابها مسؤولين شخصياً في جميع أموالهم وبالتضامن في مواجهة الغير عن الأفعال والتصرفات التي صدرت عنهم خلال مدة التأسيس.

قد يهمك قراءة: مميزات الاستثمار وتأسيس الشركات في المملكة العربية السعودية

ما هي ضوابط إمتلاك الشركة التابعة للأسهم أو الحصص في الشركة القابضة في السعودية؟

أوضحت المادة الثامنة عشرة بعد المائتين من نظام الشركات السعودي الجديد بعض الضوابط التي يتعين على الشركة التابعة اتباعها بالنسبة لتملك الأسهم والحصص ففي الشركة القابضة في السعودية، حيث يجب مراعاة الآتي:-

1- لا يجوز للشركة التابعة إمتلاك حصص أو أسهم في الشركة القابضة، ويعد باطلاً كل تصرف من شأنه نقل ملكية الحصص أو الأسهم من الشركة القابضة إلى الشركة التابعة.

2- إذا كانت الشركة التابعة تمتلك حصص أو أسهم في الشركة القابضة وذلك قبل أن تصبح تابعة لها، فيتعين مراعاة الآتي: -

أ- ألا يكون للشركة التابعة الحق في اتخاذ القرارات أو التصويت عليها في الشركة القابضة.

ب- أن تتصرف الشركة التابعة في هذه الحصص أو الأسهم خلال اثني عشر شهر من تاريخ تبعيتها للشركة القابضة، وللجهة المختصة زيادة هذه المدة.

ولعله تجدر الإشارة إلى أن الحكمين السابق بيانهم في البند (1 – 2) لا يطبقان على الأشخاص المرخص لهم بناء على أحكام نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، إذا كانت ملكيتهم لحصص أو أسهم في الشركة القابضة ضمن الإطار المعتاد لنشاطهم.

ما هي وسائل سيطرة الشركة القابضة على الشركة التابعة في السعودية؟

تتعد وسائل سيطرة الشركة القابضة على الشركة التابعة في المملكة العربية السعودية، فالشركة القابضة في السعودية تتميز بعنصر السيطرة وذلك من عدة جوانب والتي منها السيطرة الإدارية والمالية، حيث يشكل هذان الجانبين أو العنصرين مصدر العلاقة بين الشركة القابضة وكافة الشركات التابعة لها، وعلى ذلك سنوضح مضمون كل وسيلة من وسائل تلك السيطرة التي تفرضها الشركات القابضة.

1- السيطرة الإدارية للشركة القابضة على الشركة التبعية في السعودية 

يعد من أساليب السيطرة التي تطبقها الشركة القابضة للسيطرة على الشركة التابعة هي السيطرة الإدارية، وذلك من خلال الطرق الآتي بيانها:-

أ- إمتلاك الشركة القابضة نسبة 51% أو أكثر من أسهم الشركة التابعة لها، بحيث ينتج على ذلك قدرة الشركة القابضة من الإستحواذ على أغلبية الأصوات وبالتالي تستطيع التحكم في القرارات التي تصدرها الشركة التابعة.

ب- تعيين أو عزل الشركة القابضة لأعضاء مجلس إدارة الشركة التابعة، بحيث في حال النص على هذا الحق للشركة القابضة في نظام الشركة التابعة لها، يكون قد تحقق للشركة القابضة السيطرة الإدارية على الشركة التابعة.

ولعل من الجدير ذكره في شأن أهمية سيطرة الشركة القابضة على الشركة التابعة إدارياً، هو ما يعرف بالسيطرة المركزية بالنسبة لمجموعة الشركات التابعة القائمة على التكامل الهرمي أو الرأسي، حيث يتم تخصيص كل شركة تابعة بمرحلة معينة من مراحل الإنتاج المكونة لإطار مشروع واحد.

2- السيطرة المالية للشركة القابضة على الشركة التابعة في السعودية

تتمتع الشركة القابضة في المملكة العربية السعودية أيضاً بجانب سيطرتها الإدارية على الشركة التابعة، بالسيطرة المالية عليها، بحيث تنفرد الشركة القابضة بوضع السياسيات المالية والاستثمارية للشركات التابعة، وكذلك تعمل الشركة القابضة على وضع الخطط الإنتاجية في الشركات التابعة.

حيث أن إمتلاك الشركة القابضة لنسبة 51% أو أكثر من أسهم الشركة يفيد في السيطرة على أغلبية الأصوات في شأن تحديد مجالات الاستثمار بالنسبة للشركة التابعة، وتقرير الآلية المتبعة لتمويلها وأيضاً تحديد مصادر تلك التمويلات، وكذلك تتولى الشركة القابضة تحديد أسواق التعامل وأسواق التصدير بين الشركات التابعة، هذا وبالإضافة لتحديد الشركة القابضة لنسب ربح الشركات التابعة، وتحديد أسعار المنتجات التي تنتجها، وأيضاً يمكن للشركة القابضة أن تقوم بتحديد السيولة المادية التي يتعين على الشركة التابعة الإحتفاظ بها.

ما هي مسؤولية الشركة القابضة عن ديون الشركة التابعة في المملكة العربية السعودية؟

إن مسؤولية الشركة القابضة في السعودية عن ديون الشركة التابعة لها تنحصر وفق للقواعد العامة في حدود مسؤولية أي شريك عن ديون الشركة التي يكون عضو فيها، بحيث لا يجوز أن تتعدى هذه المسؤولية عن مقدار مساهمة الشريك في رأس مال الشركة.

وتحمل الشركة القابضة لديون الشركة التابعة يأتي نتيجة لاستخدام الشركة القابضة نطاق المسؤولية بصفتها مدير للشركة التابعة، وكذلك لتحويل الشركة التابعة أرباحها للشركة القابضة.

قد يهمك قراءة: مسؤولية المدير في الشركة وفق نظام الشركات السعودي

هل يوجد معايير محددة تلتزم بها الشركة التابعة في السعودية؟

أوضحت وزارة التجارة السعودية على موقعها الإلكتروني أنه يوجد بعض المعايير المتعلقة بقواعد السوق والتي يجب أن تلتزم بها كل أنواع الشركات في المملكة العربية السعودية والتي من ضمنها الشركة التابعة في السعودية، ومن تلك المعايير التي يجب الإلتزام بها كالآتي: -

1- وجود سجل تجاري ساري، ومحدث بكافة البيانات.

2- تجديد رخص مزاولة النشاط، وتحديث عناوين الشركة المرتبطة بها.

3- فتح حساب بنكي خاص بالشركة، وعدم إستخدام الحسابات الشخصية في تعاملات الشركة.

4- توثيق كافة عقود العمالة إلكترونياً، وعدم تشغيل العمالة غير النظامية.

5- تسجيل الشركة في برنامج حماية الأجور وتسجيل بيانات أجور العمالة.

6- توثيق كافة التعاملات المالية للشركة والإلتزام بالأنظمة ذات الصلة بهذا الشأن.

7- توفير وسائل الدفع الإلكتروني، والعمل على إصدار وحفظ الفواتير إلكترونياً.

8- عدم منح غير السعودي أدوات تؤدي إلى التصرف على نحو مطلق في الشركة.

9- ضرورة الإلتزام بالأنظمة والتعليمات ذات الصلة بممارسة الأنشطة الإقتصادية.

10- تمويل الشركة وأنشطتها عبر الطرق النظامية، وتوثيق كافة تلك العمليات.

كيفية التعامل الضريبي للشركات التابعة في السعودية؟

أكدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك أنه يتعين على كل شركة من الشركات التابعة للشركة القابضة في المملكة العربية السعودية أو حتى المملوكة لها بالكامل أن تقدم إقرار ضريبي مستقل وأن تسدد أيضاً الضريبة المستحقة بموجب هذا الإقرار، ولا يكتفى فقط تقديم الشركة القابضة إقرار ضريبي واحد عنها وعن الشركات التابعة.

كما أوضحت أيضاً هيئة الزكاة والضريبة والجمارك بأنه يجوز للشركة القابضة والمنشآت التابعة لها المملوكة لنفس الشركاء تقديم إقرار زكوي موحد، ويأتي ذلك نظراً لأن جميع العمليات المحاسبية للشركات التابعة تصب في القوائم المالية للشركة القابضة، وكذلك يجب على الشركة القابضة والمنشآت التابعة لها المملوكة لها بالكامل، سواء كانت المنشآت التابعة مسجلة داخل المملكة أم خارجها، وسواء كانت هذه الملكية مباشرة أو غير مباشرة تقديم حسابات موحدة وإقرار زكوي موحد وتحاسب على أساس ما تظهره نتائجهما بوعاء زكوي واحد.

قد يهمك قراءة: كيفية إدارة الشؤون القانونية في الشركات

ما الأهداف التي تحققها الشركة التابعة للشركة القابضة في السعودية؟

1- إستثمار أموال الشركة القابضة في الأسهم وغيرها من الأوراق المالي.

2- الحصول على القروض والكفالات والتمويل للشركات التابعة.

3- إمتلاك العقارات والمنقولات اللازمة لمباشرة نشاطها.

4- إمتلاك حقوق الملكية الصناعية من براءات الاختراع والعلامات التجارية والصناعية وحقوق الإمتياز.