هل سبق لك أن تساءلت عن الآلية التي يتم من خلالها تنفيذ الأحكام القضائية في المملكة العربية السعودية؟ يعتمد نظام القضاء السعودي على مجموعة من الإجراءات ذات التفاصيل الدقيقة التي تهدف لضمان حقوق جميع الأطراف في مختلف المراحل بدءًا من صدور الحكم وحتى تنفيذه.
وتعد محكمة التنفيذ الجهة المسؤولة عن تحويل الأحكام الصادرة إلى واقع ملموس، وبالتالي يكون لها دور أساسي في حفظ الحقوق وحماية المصالح وتحقيق العدالة الناجزة.
في هذه المقالة جولة قانونية سريعة نتعرف فيها بشكل مبسط وواضح على اختصاصات محكمة التنفيذ في السعودية، وكيف تساهم في دعم سيادة القانون وتحقيق الاستقرار المجتمعي.
وتختص بنطاق واسع من القضايا، ولذا تم تقسيمها إلى خمس محاكم هي: المحاكم العامة والمحاكم الجزائية ومحاكم الأحوال الشخصية والمحاكم العمالية والمحاكم التجارية، وتنتشر هذه المحاكم في جميع مناطق المملكة.
وهي درجة قضائية أعلى تستقبل الطعون المقدمة ضد أحكام محاكم الدرجة الأولى، حيث تقوم بإعادة النظر في القضايا المطعون فيها، وتدقيق الإجراءات والقرارات الصادرة، بهدف تصحيح أي أخطاء قانونية قد تكون وقعت في الأحكام الأولية، وضمان تطبيق العدالة بشكل صحيح، وتوجد في كل منطقة محكمة استئناف أو أكثر.
أعلى سلطة قضائية في الدولة مقرها في مدينة الرياض، ومهمتها التأكد من موافقة الأحكام الصادرة للقواعد الشرعية والنظامية.
تنتشر هذه المحاكم في مختلف مدن ومناطق المملكة، وتختص بالفصل في منازعات التنفيذ طبقًا لأحكام القضاء المستعجل، ولها سلطة التنفيذ الجبري والإشراف عليه.
ومع ما نشهده من نمو اقتصادي في المملكة، وما يصاحبه من زيادة عدد النزاعات والخلافات التجارية، يصبح من الأهمية بمكان اعتماد نظام تنفيذ فعال وهو ما يتمثل في مهام محكمة التنفيذ، الأمر الذي يؤكد شفافية النظام القضائي في المملكة، وبالتالي تعزيز ثقة المستثمرين في قوة القانون وحماية الحقوق، والمساهمة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم التنمية المستدامة.
وللمجلس الأعلى للقضاء اتخاذ القرار بشأن إنشاء محاكم جديدة للتنفيذ إذا كانت هناك حاجة لذلك، مثل زيادة عدد القضايا أو تعقيد الإجراءات، والغرض الأساسي من هذه المرونة في تشكيل محاكم التنفيذ هو التأكد من أن الأحكام القضائية يتم تنفيذها بسرعة وكفاءة وأن هناك دائمًا جهة قضائية مختصة في النظر في أي قضية تنفيذ.
1. سلطة التنفيذ والإشراف عليه.
2. الفصل في منازعات التنفيذ أيًّا كانت قيمتها وفقًا لأحكام القضاء المستعجل.
3. إصدار القرارات والأوامر ذات الصلة بالتنفيذ.
4. إمكانية الاستعانة بالشرطة أو القوة المختصة.
5. المنع من السفر والأمر بالحبس أو الإفراج.
6. الأمر بالإفصاح عن الأصول.
7. النظر في دعوى الإعسار.
تنص المادة 20 من نظام التنفيذ أمام ديوان المظالم على أنه إذا امتنع المنفذ ضده عن تنفيذ حكم قضائي نهائي بعد انتهاء المهل المنصوص عليها في المادتين 10 و16 من نفس النظام -باستثناء اقتضاء المبالغ المالية- فإن قاضي التنفيذ يفرض عليه غرامة يومية قدرها 10 آلاف ريال سعودي لحثه على الامتثال للحكم.
تنص التشريعات ذات الصلة على أن الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي نهائي يعد مخالفة تستوجب العقاب، وتتضمن العقوبات المقررة على هذه المخالفة -بالإضافة إلى الغرامات المالية- عقوبات إدارية أخرى مثل سحب التراخيص أو إلغاء الامتيازات الممنوحة للمخالف، وذلك كإجراء احترازي لضمان سيادة القانون وحماية حقوق الأطراف.
في حالة امتناع المدين عن تنفيذ حكم قضائي نهائي، يجوز للقاضي أن يأمر بإحالة أمر التنفيذ إلى الجهات الأمنية المختصة، ويخوّل القانون هذه الجهات استخدام القوة اللازمة لتنفيذ الحكم، وذلك في حدود ما تسمح به الأنظمة والقوانين.
في الحالات التي يترتب عليها ضرر بالغ للمتضرر نتيجة الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي نهائي، يجوز للمحكمة، وفقًا لأحكام النظام، أن تحكم بحبس المخالف مدة تصل إلى سبع سنوات كعقوبة على امتناعه عن تنفيذ الحكم.
يترتب على الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي نهائي مسؤولية تعويضية تقع على عاتق الجهة المخالفة، حيث يلزمها القانون بدفع تعويضات عادلة وكافية للطرف المتضرر، وذلك لضمان حصوله على كامل حقوقه التي كفلها له الحكم القضائي.
للمحامي دور كبير في ضمان سير الإجراءات القانونية بسلاسة وفعالية، من خلال دراسته المتعمقة للقضية وتقديره لفرص النجاح ومن ثم تحديد الاستراتيجية القانونية الأمثل، وإعداد المستندات والوثائق اللازمة وتقديمها إلى المحكمة والمرافعة بأسلوب قانوني مقنع حتى صدور الحكم لصالح موكله، وفي هذه الحالة يتابع المحامي تنفيذ هذا الحكم بشكل كامل يضمن معه حصول موكله على حقوقه القانونية كاملة، وهذا يؤكد لك أن الاستعانة بمحامي متخصص في قضايا التنفيذ يمثل خطوة حاسمة لضمان نجاح الإجراءات القانونية وحماية المصالح المشروعة لكافة الأطراف.