تعمل المملكة العربية السعودية على تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستثمارات لتحقيق التطور المستدام، وفي هذا السياق أصبحت الاستثمارات الأجنبية المباشرة أحد المحفزات الرئيسية للاقتصاد السعودي، وهي تعكس التزام المملكة بفتح أبوابها أمام الشركات الأجنبية، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية قامت المملكة بعدة إصلاحات هامة لتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز الثقة بين المستثمرين المحليين والأجانب، وقد حققت تلك الإصلاحات نتائج مذهلة، حيث شهدت المملكة ارتفاعاً ملحوظًاً في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العديد من القطاعات الحيوية مثل الطاقة، والصناعة، والتكنولوجيا، حيث إن تنوع القطاعات الاستثمارية المستثمرة يعكس استراتيجية المملكة الرامية لتوسيع قاعدة البنى التحتية وتحسين بنية التحول الاقتصادي، فجانب القطاع النفطي والغازي الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد السعودي، فإن المملكة تولي اهتماماً متزايداً لقطاعات أخرى مثل العقارات، والزراعة، والنقل والخدمات اللوجستية، السياحة، والترفيه، علاوة على ذلك تهدف المملكة إلى جعل الاستثمار الأجنبي قطاعاً حيوياً لتعزيز التكنولوجيا وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وبالفعل بدأت العديد من الشركات الأجنبية الكبرى في إنشاء فروع لها في المملكة، ما يؤكد ثقتها في الإمكانات الاقتصادية والتجارية المتاحة، كما تضع المملكة العربية السعودية الاستثمار الأجنبي في صلب أولوياتها وتسعى إلى توفير بيئة استثمارية مشجعة ومرنة تستقطب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، ومع استمرار الإصلاحات والتطورات الاقتصادية الإيجابية، من المتوقع أن تحقق المملكة نمواً مستداماً وتعزز مكانتها كواحدة من الوجهات الرئيسية للاستثمار الأجنبي في المنطقة والعالم، ومن هذا المنطلق سلطنا الضوء تحديداً في هذا المقال على كافة ما يحتاجه المستثمر لفتح فرع شركة أجنبية على أرض المملكة العربية السعودية، وفقاً لما جاء في نظام الاستثمار الأجنبي ولائحته التنفيذية، نظام الشركات، نظام السجل التجاري ولائحته التنفيذية، دليل الخدمات الصادر عن وزارة الاستثمار، الخدمات الالكترونية لوزارة التجارة.
يجوز أن تكون الاستثمارات الأجنبية التي يرخص لها في المملكة العربية السعودية وفقاً لنظام الاستثمار الأجنبي ولائحته التنفيذية بإحدى الصورتين الأتيتين:
وتسعي وزارة الاستثمار لتسهيل دخول المنشآت الأجنبية ذات القيمة المضافة، وحاملي الإقامة المميزة لاكتشاف السوق السعودي وإتاحة الفرصة لتأسيس الشركات لممارسة النشاطات المختلفة من خلال تأسيس الكيانات القانونية التالية:
في بداية الأمر وقبل التحدث عن كل ما يخص فتح فرع لشركة أجنبية في السعودية، ننوه بأنه دون إخلال بالاتفاقات الخاصة المبرمة بين المملكة وبعض الدول أو الشركات الأجنبية والأنظمة المعمول بها في المملكة، وفيما عدا الأحكام المتعلقة بتأسيس الشركات تسري أحكام نظام الشركات السعودي على الشركات الأجنبية التي تزاول نشاطها وأعمالها داخل المملكة، كما إنه تمارس الشركة الأجنبية نشاطها وأعمالها داخل المملكة من خلال فرع أو مكتب تمثيل أو أي شكل آخر، وفقاً لنظام الاستثمار الأجنبي والأحكام النظامية الأخرى ذات العلاقة.
ومن خلال فتح فرع لشركة أجنبية في السعودية، بما في ذلك فتح فرع شركة خليجية في السعودية، فتح فرع شركة اماراتية في السعودية، فتح فرع شركة مصرية في السعودية، يقوم المستثمر الأجنبي في المملكة العربية السعودية بتوظيف رأس المال الأجنبي الخاص به في نشاط يرخص له أيضاً في السعودية، بحيث يتكون رأس المال الأجنبي المستثمر من الآتي:
هذا ويعد من شروط فتح فرع لشركة أجنبية في السعودية الآتي:
لفتح فرع لشركة أجنبية في السعودية، بما في ذلك فتح فرع شركة خليجية في السعودية، فتح فرع شركة اماراتية في السعودية، فتح فرع شركة مصرية في السعودية، يتعين على الشركات الأجنبية التي يرخص لها بافتتاح فرع في المملكة أن تتقدم بطلب لقيد هذا الفرع في السجل التجاري، وأن ترفق بطلب تسجيل الفرع المستندات الأتية:
هذا بالإضافة إلى صورة من قرار الترخيص بافتتاح الفرع وصورة من الوثائق المؤيدة لتأسيس الشركة مُصدقة من جهات الاختصاص مع ترجمة عربية معتمدة، ويجب أن يشتمل طلب التسجيل على بيانات وافية عن الفرع تشتمل على الأخص الاسم التجاري للفرع أو المكتب وعنوانه والنشاط الذي يزاوله وتاريخ افتتاحه واسم المدير وحدود سُلطاته.
ويتم بعد ذلك تقديم كافة المستندات والمرفقات اللازمة لفتح فرع شركة أجنبية في السعودية لمكتب السجل التجاري بالمملكة، أو من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة التجارة السعودية، حيث يبت السجل التجاري في الطلب المستوفي البيانات والوثائق اللازمة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تحرر طلبات التسجيل على الاستمارات التي تعد لهذا الغرض ويجب أن يرفق بكل طلب المستندات المؤيدة له وأن تكتب بخط واضح وأن تقدم من الأشخاص المكلفين بتقديمها طبقاً للنظام ويجوز لهم أن يوكلوا عنهم غيرهم في ذلك بتوكيل رسمي خاص أو عام ينص فيه صراحة على سلطة الوكيل في تقديم أي من الطلبات ويحفظ أصل التوكيل أو صورة منه مع أصل الطلب بمكتب السجل التجاري، ويقدم طلب قيد فرع الشركة الأجنبية في السعودية إلى الموظف المختص بمكتب السجل التجاري وعليه أن يتحقق من توافر كافة الشروط اللازمة، ثم يؤشر على الطلب بتاريخ تقديمه وبقبول الطلبات المستوفية للشُروط ورفض الطلبات الأخرى مع ذكر أسباب الرفض كل ذلك مشفوعاً بتوقيعه وعليه في كل حالة أن يحتفظ بأصل الطلب بمكتب السجّل التجاري المختص.
إذا كان وجود الشركة الأجنبية في المملكة من أجل تنفيذ أعمال معينة وخلال مدة محددة، فتقيد لدى السجل التجاري بصورة مؤقتة وينتهي قيدها بانتهاء تلك الأعمال وتنفيذها، ويشطب القيد بعد تصفية حقوقها والتزاماتها، وفقاً لأحكام نظام الشركات وغيره من الأنظمة الأخرى المعمول بها، ومع ذلك، يجوز استمرارها بعد استيفاء المتطلبات النظامية اللازمة، ولوزارة التجارة بالتنسيق مع وزارة الاستثمار وضع الضوابط اللازمة لتنفيذ القيد المؤقت.
هذا ومن جانب أخر، ذو أهمية بالغة يكون على فروع الشركات الأجنبية في السعودية الالتزام بالضوابط والشروط اللازمة لمنح تراخيص الاستثمار الأجنبي لها، ومن تلك الضوابط والشروط الآتي:
أ - في قطاع الصناعة يستثنى نشاط استكشاف المواد البترولية والتنقيب عنها وإنتاجها.
ب- المستثناة في قطاع الخدمات يستثنى الآتي:
- التحريات والأمن.
- الاستثمار العقاري في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- خدمات التأمين الإعاشة للقطاعات العسكرية.
- خدمات الإرشاد السياحي ذات العلاقة بالحج.
- خدمات التوظيف الأهلية.
- الوكلاء التجاريون بالعمولة المصنفة دولياً بالرقم (621).
- صيد الثروات المائية الحية.
ومن جانب آخر، فإنه يجوز لفرع الشركة الأجنبية في السعودية، ممارسة أي من الأنشطة التالية بموجب الحصول على الترخيص الاستثماري الخاص بها:
2- أن تكون المواصفات الفنية للمنتج وأسلوب انتاجه مطابقة للمواصفات السعودية أو الخليجية أو الدولية.
3- ألا يكون المستثمر الأجنبي طالب الترخيص قد صدرت ضده أحكام سابقة، بما في ذلك الأحكام في المخالفات المالية أو التجارية، سواء داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها.
4- ألا يكون المستثمر الأجنبي طالب الترخيص قد صدرت ضده أحكام أو قرارات نهائية بسبب مخالفات جوهرية.
5- أن يحقق منح الترخيص الاستثماري الأجنبي أهداف الاستثمار وأغراض وزارة الاستثمار في السعودية.
6- أن يلتزم المستثمر الأجنبي طالب الترخيص بالشروط والضوابط والإقرارات والتعهدات الملحقة بنموذج طلب الترخيص الاستثماري.
يجب على المستثمر الأجنبي طالب الترخيص أو من يمثله نظاماً تعبئة نموذج طلب الترخيص الاستثماري إلكترونياً عن طريق موقع وزارة الاستثمار، مع استيفاء المستندات التالية باللغة العربية أو ترجمتها إلى اللغة العربية من مكتب معتمد في المملكة العربية السعودية:
يجوز للشركة الاجنبية متعددة الجنسيات والراغبة في اتخاذ المملكة كمقر إقليمي لها تأسيس كيان بموجب أنظمة المملكة العربية السعودية وذلك لأغراض الدعم والإدارة والتوجيه الاستراتيجي لفروعها وشركاتها التابعة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شروط فتح مقر إقليمي لشركة أجنبية في السعودية
هناك العديد من المزايا العامة التي يمكن أن توفرها فتح فرع لشركة أجنبية في السعودية، وذلك بالإضافة للمزايا الأخرى التي أقرها نظام الاستثمار، وفى البداية يعد من بين أهم هذه المزايا ما هو أت:
1- الوصول إلى سوق كبيرة
تعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر اقتصادات الشرق الأوسط وتمتلك سوقاً كبيرة ومتنوعة، وبفتح فرع لشركة أجنبية في المملكة، يمكن للشركة الوصول إلى هذا السوق الكبير واستغلال فرص النمو والتوسع.
2- الاستثمار في القطاعات الواعدة
تشجع المملكة العربية السعودية الاستثمار في العديد من القطاعات الواعدة مثل الطاقة، والسياحة، والتكنولوجيا، والتعليم، والصناعة، وفتح فرع لشركة أجنبية يوفر فرصة للاستثمار في هذه القطاعات واستغلال الإمكانيات الكبيرة التي توفرها.
3- الحصول على الدعم والتسهيلات الحكومية
تقدم الحكومة السعودية العديد من التسهيلات والدعم للشركات الأجنبية التي تفتتح فروع في المملكة، حيث يمكن أن تشمل هذه التسهيلات تقديم مساعدة في الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة، وتقديم مزايا ضريبية وجمركية، وتوفير الدعم اللوجستي والبنية التحتية اللازمة.
4- الاستفادة من الأنظمة والتشريعات الحديثة
ففي السنوات الأخيرة، قامت المملكة العربية السعودية بتنفيذ إصلاحات اقتصادية وتشريعات جديدة تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية، ففتح فرع لشركة أجنبية يتيح للشركة الاستفادة من هذه الإصلاحات والتشريعات الحديثة.
5- توفير فرص التوظيف المحلية
يمكن لفتح فرع لشركة أجنبية أن يساهم في خلق فرص عمل جديدة للمواطنين السعوديين وتطوير المهارات والكفاءات المحلية.
6- الاستفادة من الشراكات المحلية
يمكن لفتح فرع لشركة أجنبية أن يوفر فرصة للتعاون والشراكة مع الشركات المحلية في المملكة العربية السعودية، كما يمكن أن تعزز هذه الشراكات التبادل التجاري وتعزز مكانة الشركة في السوق المحلية.
هناك أيضاً العديد من المزايا التي أقرها نظام الاستثمار الأجنبي للمستثمرين الأجانب في المملكة العربية السعودية، وهي على النحو التالي:
تقدم المملكة العربية السعودية مجموعة من التسهيلات والدعم للشركات الأجنبية التي ترغب في فتح فروع لها في المملكة العربية السعودية، ومن بين هذه التسهيلات والدعم، ما هو آت:
1- التصاريح والتراخيص
تسهل المملكة العربية السعودية عملية الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة لفتح فرع لشركة أجنبية بما في ذلك فتح فرع شركة خليجية في السعودية، فتح فرع شركة اماراتية في السعودية، فتح فرع شركة مصرية في السعودية، حيث يتم تسهيل عملية التقديم والمعالجة للتصاريح والتراخيص من خلال تبسيط الإجراءات وتحسين العمليات الإدارية.
2- الدعم اللوجستي
تقدم المملكة العربية السعودية الدعم اللوجستي للشركات الأجنبية من خلال توفير البنية التحتية المناسبة، مثل الموانئ والمطارات والمناطق الصناعية، كما توفر خدمات النقل والشحن والتخزين بأسعار منافسة.
3- الدعم الضريبي
تقدم المملكة العربية السعودية مزايا ضريبية لفروع الشركات الأجنبية في بعض القطاعات الاستثمارية المحددة، يمكن أن تشمل هذه المزايا إعفاء من الضرائب أو تخفيض الأعباء الضريبية لفترة محددة من الوقت.
4- تسهيل الإقامة والتأشيرات
تسهل المملكة العربية السعودية إجراءات الإقامة والحصول على تأشيرات العمل للموظفين الأجانب العاملين في فروع الشركات الأجنبية، كما تقدم الحكومة السعودية نظاماً إلكترونياً يسهل إصدار التأشيرات وتجديدها بشكل سريع وسهل.
5- الدعم المالي
توفر المملكة العربية السعودية برامج دعم مالي لفروع الشركات الأجنبية، بما في ذلك القروض والتمويل والمنح المالية، بحيث يمكن أن تساعد هذه البرامج فروع الشركات الأجنبية على تمويل أنشطتها ومشاريعها في المملكة.
6- الاستثمارات الحكومية
تستثمر المملكة العربية السعودية في القطاعات الواعدة وتوفر فرصاً للشركات الأجنبية للمشاركة في هذه الاستثمارات، كما يمكن أن توفر هذه الفرص إمكانية للشركات الأجنبية للعمل مع الحكومة والاستفادة من المعرفة والخبرة المحلية.
فمثلما أقر نظام الاستثمار الأجنبي في السعودية العديد من المزايا التي يتمتع بها الشركات الأجنبية في المملكة العربية السعودية، أقر أيضاً بعض الالتزامات التي يجب عليها مراعاتها طوال فترة استمرارها في المملكة، حيث يعد من تلك الالتزامات الآتي: