في رأيك، ما هو أهم مقوم لنجاح الشركات أو المؤسسات؟ هناك الكثير من المقومات التي تساهم في ذلك، ربما كان على رأسها اعتماد لوائح تنظيم العمل وهي بمثابة النظام الذي تقره الشركة وتعتمد عليها في ضمان سير عملها على أفضل وجه ممكن.
فيما يلي نظرة عن كثب حول الأسباب التي تجعل الشركات الكبيرة والناجحة تعتمد لائحة تنظيم العمل الخاصة بها، مع التعمق في كثير من القضايا ذات الصلة بهذا المجال، فتابع معنا.
يولي المتخصصون والخبراء أهمية كبيرة للتنظيم والتخطيط لأنه الطريق الأمثل للعمل بشكل أكثر ذكاء، والقدرة على اتخاذ قرارات أفضل، وتوقع الاحتياجات والمشكلات وتحديد الخيارات المتاحة.
يساعد التنظيم والتخطيط أيضًا على إنجاز الأعمال بدقة متناهية، وتجنب الأخطاء المكلفة، وبالتالي تحقيق الكفاءة والإنتاجية العالية.
يمكنك إذن تحقيق أهدافك الأساسية والحصول على النتائج التي تطمح إليها، والتعامل بفاعلية مهما كان التغيير الحاصل في عملك أو وظيفتك، وهذا كله يعتمد بشكل أساسي على استخدام نموذج لائحة تنظيم العمل المناسب لطبيعة عملك وحجمه.
هي مجموعة القوانين والتعليمات ذات الصلة بتنفيذ العمل داخل الشركة، من قبيل آلية سير العمل، وحقوق وواجبات الموظفين والعاملين، والممارسات المسموحة والممنوعة، نظام الإجازة، والعقوبات التي يتم اعتمادها في حال ارتكاب المخالفات وما إلى ذلك، وينبغي إعداد نموذج لائحة تنظيم العمل واعتمادها من وزارة العمل، ومن ثم وضعها في مكان واضح لجميع الموظفين داخل الشركة.
لتحقق لوائح تنظيم العمل أهدافها في الشركات والمؤسسات، ينبغي إعدادها بما يتوافق واحتياجات الشركة وطبيعة وحجم عملها، أما عن البنود الأساسية التي يجب تضمينها في هذه اللوائح فتتمثل فيما يلي:
هناك بعض الشروط التي ينبغي تحقيقها عند إعداد لوائح تنظيم العمل للشركات، تتمثل فيما يلي:
اعتمادها من قبل وزارة العمل في المملكة العربية السعودية.
أن تكون مطابقةً للنموذج الذي أعدته الوزارة، ومطابقة كذلك لأحكام نظام العمل السعودي.
أن يكون إعداد لائحة تنظيم العمل باللغة العربية، ويمكن ترجمتها بعد ذلك بأي لغة يريدها صاحب العمل.
أن توضع اللائحة بعد اعتمادها في مكان ظاهر لجميع الموظفين والعاملين في الشركة مع التنبيه في حال وجود أي تعديلات طارئة.
هناك ما يميز لوائح تنظيم العمل للشركات عن غيرها من العقود والاتفاقيات التي يتم صياغتها، ومن أهمها: أنه يتم إصدارها من قبل صاحب العمل نفسه، قبل اعتمادها من وزارة العمل، ويتم تطبيقها على جميع العاملين في المنشأة.
كما أنها تتميز بتوضيح الحقوق المعنوية والمادية والقواعد المنظمة للعاملين من قبيل عمليات التوظيف والإجازات والعلاوات وما إلى ذلك من البنود التي تضمن سلامة القرارات الصادرة من صاحب العمل، وتساهم في تحقيق أهدافه وغاياته مع التأكيد على حماية العاملين وحفظ حقوقهم.
ومن خصائص هذا النوع من اللوائح أيضًا أنه يضمن لصاحب العمل توقيع العقوبات والجزاءات على المخالفين بشكل قانوني وفقًا لما تم توضيحه في اللائحة في بند الجزاءات والمخالفات.
تساهم لوائح تنظيم العمل للشركات في تحقيق الأهداف التالية:
تختلف الشركات والمؤسسات وفقًا للكثير من العوامل، وأهمها طبيعة نشاطها وحجمها وموقعها الجغرافي وجمهورها المستهدف وما إلى ذلك، ويمكن تقسيم الشركات وفقا لحجمها إلى شركات كبيرة، متوسطة، صغيرة، متناهية الصغر، وأيًّا كان نوع الشركة وطبيعة نشاطها أو حجمها، فإنها ملزمة بإعداد واعتماد لائحة تنظيم العمل الخاصة بها لدى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
ذكرنا سابقًا أن لوائح تنظيم العمل للشركات تهدف إلى تنظيم البيئة الداخلية للعمل وبالتالي تحقيق الكفاءة والفاعلية والزيادة في الإنتاجية، ويمكن لصاحب العمل أن يختار ما بين لوائح العمل النموذجية أو المخصصة، وسوف نوضح الفرق بين كل منهما على النحو التالي:
فلائحة العمل النموذجية، هي اللائحة التي تم وضعها من قبل وزارة العمل وفق رؤية المملكة 2030، ويمكن للشركات اعتمادها بشكل فوري من قبل الوزارة مع إجراء بعض التعديلات المحدودة من قبيل تحديد التقويم المستخدم، ساعات العمل، نظام الإجازات.. الخ.
أما لائحة تنظيم العمل فهي التي تعدها كل منشأة على حدة وفقًا لطبيعة نشاطها وحجمها وبما لا يخالف اللائحة النموذجية، فهي بمثابة المكمل لها، ويتم اعتمادها وتوثيقها من الوزارة بعد إعدادها ومراجعتها من مكاتب المحاماة المعتمدة.
يحتاج إعداد لوائح تنظيم العمل المخصصة إلى الاستعانة بمكتب محاماة معتمد يقدم هذه الخدمة لعملائه، بحيث يضمن سلامة اللائحة وقدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها، وتضمينها كافة البنود والأحكام التي تتعلق بكل من الإدارة والموظفين والعاملين.
لذا يتعين عليك في حال أردت الحصول على هذه الخدمة اختيار مكتب محاماة معتمد بناءً على المعايير التالية:
لقد ألزم نظام العمل السعودي جميع أنواع الشركات في السعودية بإعداد لوائح تنظيم العمل واعتمادها وإظهارها في مكان مناسب داخل الشركة حتى يطلع عليه جميع الموظفين والعاملين.
تساعد هذه اللوائح على خلق بيئات عمل تنافسية بين الشركات، وتحقيق معايير النجاح وضمان جذب الكفاءات والاحتفاظ بها، ومن أهم هذه المعايير بناء ثقافة قوية للشركة، ووجود هدف مشترك يسعى الفريق بأكمله لتحقيقه، وهذا يزيد من تحفيز الموظفين ومشاركتهم ويساعد على زيادة الإنتاجية ومعدلات الأرباح.
يتضمن نموذج لائحة تنظيم العمل آليات مكافأة الموظفين وتقديرهم بشكل منظم ودوري سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، وهي طريقة رائعة ومثالية لتعزيز مستويات المشاركة، وفي المقابل إذا لم يجد الموظفون بيئةً آمنةً ومحفزة للعمل فسيؤثّر ذلك بديهيًّا على إنتاجيتهم.
وأهم ما تستفيد منه الشركات من اعتماد هذه اللوائح هو الحد من النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بين العامل والمنشأة أو بين العمال وبعضهم البعض، من خلال توضيح كافة الحقوق والواجبات والالتزامات لكل منهما.
في النهاية، ينبغي عليك كصاحب عمل أن تمتلك أسلوبًا رائدًا وخططًا مدروسة ومنظمة تسعى باستمرار إلى تحسينها وتطويرها بما يتلاءم وطبيعة سوق العمل، بمعنى آخر، ينبغي أن تتسم القيادة بالنشاط والشفافية والتعاطف، وأن يكون ذلك جليا في صياغة اللوائح المنظمة للعمل داخل الشركة.
كان التركيز فيما مضى على أهمية وفوائد إعداد واعتماد لوائح تنظيم العمل للشركات، ولكن ماذا إذا لم تقم المنشأة بذلك؟
تتنوع المخاطر التي قد تتعرض لها الشركات التي تغفل وضع نموذج لائحة تنظيم العمل خاص بها، وعلى رأسها إلزامها بدفع غرامة قدرها 10 آلاف ريال، أما فيما يتعلق بالشركة نفسها فلن تكون قادرة على إلزام الموظفين والعاملين بمهامهم المنوطة بهم، الأمر الذي يعرضها إلى خسائر فادحة.
وعلى صعيد آخر، يكون هناك صعوبة في البت في الخلافات التي قد تنشأ بين العمال بينهم وبين بعضهم أو بينهم وبين صاحب العمل، مما يؤدي إلى ضياع الحقوق، والكثير من الأمور التي تعرض الشركة لخسائر مادية ومعنوية.
لذا حرصت وزارة العمل السعودية على تطوير القطاع الاقتصادي في البلاد، من خلال ضمان معايير النجاح للشركات على اختلاف نشاطها وحجمها، وفقا لرؤية المملكة 2030.
تهتم المملكة العربية السعودية بنظام العمل، وتنظيم العلاقة التعاقدية بين كل من العامل وصاحب العمل، من خلال المبادرات التي تطلقها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتي تسعى فيها إلى تطوير وتحسين هذه العلاقة في مختلف المنشآت والشركات.
وقد كان إلزام المنشآت بإعداد واعتماد لوائح تنظيم العمل استراتيجيةً رائعة لإعداد بيئة عمل آمنة وفعالة ومحفزة داخل المنشأة كما ساعدتها على منافسة مثيلاتها في سوق العمل بما تقدمه من مزايا عديدة ومختلفة للموظفين والعاملين فيها، والتي تدفعهم إلى الانتماء والولاء لهذه المنشأة.
إن ما يشهده عصرنا هذا من انفتاح وتطور هائل في مختلف قطاعات الحياة، وخاصة القطاع الاقتصادي يجعل من الضرورة بمكان توفير آليات تنظم العلاقات بين كل من العامل وصاحب العمل في كافة ما يتعلق بالعمل من تفاصيل وذلك من خلال ما يعرف بـ "مصادر الالتزامات" والتي تتمثل في نظام العمل، عقد العمل، واللائحة الداخلية لتنظيم العمل والتي كانت محور حديثنا في السطور السابقة، فهي تلزم العامل وفقًا للعلاقة التعاقدية بينه وبين صاحب العمل، الأمر الذي يوجبُ عليه احترام لوائح تنظيم العمل للمؤسسة أو الشركة.